ما موقف المشركين من الاسراء والمعراج، يستعد أبناء الأمة الإسلامية لإحياء ذكرى رحلة الاسراء والمعراج، وهي من الذكريات الغالية على قلوبهم، ففي رحلة الإسراء والمعراج أكرم الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم وعلا شأنه، من خلال ارساله على ظهر البراق مع الوحي جبريل للصلاة في المسجد الأقصى، ومن ثم الانطلاق إلى السموات العُلى، في نفس الليلة عاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة، وبدأ يحكي لأهلها ما رآه، ولكن لكان للمشركين رأي آخر، ومن هذا المنطلق نقدم لكم موقف المشركين من الاسراء والمعراج.

الإسراء والمعراج في القرآن

تعتبر رحلة الإسراء والمعراج من الأحداث المثبتة قطعياً في القرآن الكريم، ولا يجوز لأي شخص الطعن فيها وفي وقوعها والأحداث التي شهدها النبي صلى الله عليه وسلم خلال رحلته، كما لا يجوز إنكار حدوثها، أما ثبوت رحلة الاسراء والمعراج في القرآن الكريم، فقد جاء كالتالي:

  • ثبوت الإسراء : قال تعالى: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).
  • ثبوت المعراج، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾.
  • كذلك أشير إل المعراج في سورة النّجم في قوله سبحانه وتعالى: (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى * عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى * ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى * لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى).

والجدير ذكره ينكر بعض الأشخاص رحلة الإسراء والمعراج، ويزعمون أنه تتعارض مع إمكانيات وقدرات البشر، ، إلا أن هذه الرحلة لم تقم إلا بسبب العناية الإلهية، وتوفيق الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم، وبالتالي رحلة الاسراء والمعراج مثبتة في القرآن، والأحاديث النبوية، ولا يوجد جدل حول هذا الموضوع.

الإسراء والمعراج في السنة النبوية

يطل علينا من وقت لآخر بعض الأشخاص الذين ينكرون رحلة الإسراء والمعراج، وهي معجزة ربانية أيد الله تعالى بها رسوله صلى الله عليه وسلم، ولقد جاء ورود هذه المعجزة في القرآن الكريم، فضلاً عن السنة النبوية الشريفة، وتناولت السنة بالتفصيل أحداث الإسراء والمعراج، والتي تم روايتها على ألسنة الصحابة الكرام، وحديث الإسراء والمعراج هو ما يلي:

عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أُتِيتُ بالبُرَاق – وهو دابّـةٌ أبيضُ طويلٌ، فوق الحمار ودون البغل، يضع حافره عند منتهى طَرْفه – قال: فركبتهُ حتَّى أتيت بيت المقدس، قال: فربطته بالحلقة؛ الَّتي يَرْبِطُ به الأنبياءُ. قال: ثمَّ دخلت المسجد فصلَّيت فيه ركعتين، ثمَّ خرجت، فجاءني جبريل عليه السلام بإناءٍ من خمرٍ، وإناءٍ من لبنٍ، فاخترتُ اللَّبن، فقال جبريل: اخترتَ الفطرة”.

شاهد أيضا: أسئلة وأجوبة عن الإسراء والمعراج للأطفال

متى كانت ليلة الإسراء والمعراج

يوجد اختلاف حول تأكيد وقت ووقع رحلة الاسراء والمعراج، ومن العلماء من في شهر رجب في السنة الثانية عشر للبعثة النبوية، وقبل الهجرة إلى المدينة بثلاثة سنوات، وقبل ووقع رحلة الاسراء والمعراج مر النبي صلى الله عليه وسلم بالكثير من الأحداث الصعبة، ومنها إيذاء قريش له، ووفاة عمه أبو طالب وزوجته خديجة رضي الله عنها، فأرسل الله تعالى الوحي جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم على ظهر دابة وهي البراق، حيث انطلق به إلى المسجد الأقصى ببت المقدس، ومن ثم إلى السماوات العُلى.

أحداث رحلة الإسراء

جاء ذكر رحلة الاسراء والمعراج والأحداث التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الرحلة في السنة النبوية، وتم روايتها على ألسنة الصحابة الكرام، ومن ثم على ألسنة التابعين رحمهم الله، حتى وصلت إلينا، وفيما يلي نروي لكم أحداث رحلة الاسراء:

تبدأ أحداث رحلة الإسراء حسب ما رواية الصحابة أفضل الصلوات عليهم بوصول ثلاثة من الملائكة الكرام منهم جبرائيل وميكائيل، فشقوا بطنوا وغسلوه، ومن ثم ملأوه بالإيمان والحكمة، بعدها قدموا له اللبن والخمر، فاختار النبي الكريم الحليب وشربه، ثم بشره جبريل بالفطرة.

ثم أركبه جبريل على ظهر دابة اسمها البراق ، فانطلق به إلى المسجد  الأقصى، ثم أنزله من جبل سيناء. حيث كلم الله موسى عليه السلام ، وصلى معه ، ثم أخذه إلى بيت لحم بمولد عيسى عليه السلام ، وصلى هناك ، ثم أخذه إلى المسجد الأقصى، فأنزله وربط البراق في الحائط، وصلى ركعتين بالأنبياء.

أحداث رحلة المعراج

بعد أن صلى الرسول صلى الله عليه وسلم بالأنبياء، صعد إلى المعراج بصعودِ الصخرة المشرفة، وحمله الوحي جبريل على جناحه، وصعد به إلى السماءِ الدنيا، وهنا رأى النبي الكثير من أحداث السماء الأولى، ثم عرج بهِ جبريل إلى السماء الثانية، فشاهد فيها النبي زكريا وعيس بن مريم رضي الله عنهم جميعاً.

ثم عرج به جبريل عليه السلام إلى السماء الثالثة فشاهد فيها النبي يوسف عليه السلام، ثم عرج به إلى السماء الرابعة ورأى فيها النبي إدريس عليه السلام، ثم إلى الخامسةِ ورأى فيها النبي هارون، ثم عرج به الوحي جبريل إلى السماء السادسة ورأى فيها النبي موسى عليه السلام، ثم ارتقى به إلى السماء السابعة ورأى فيها النبي إبراهيم عليهم صلوات الله عليهم جميعًا وسلامه، ثم انتهى به جبريل إلى سدرة المنتهى.

وأخيراً أوصله جبريل عليه السلام إلى الجنة، وهناك رأى النبي صلى الله عليه وسلم نعيمها، ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، وتم فرض الصلاة على المسلمين، وكانت في البداية خمسين صلاة، حتى خففها الله تعالى إلى 5 صلوات، والدليل من السنة: فناداهُ ربه: (إني قد فرضْت عليك وعلى أمتِكَ خمسن صلاةً، والْخمس بخمسين، وقدْ أمضيتُ فريضتي وخففت عن عِبَادِي).

شاهد أيضا: خطبة عن الاسراء والمعراج كاملة مكتوبة

موقف المشركين من الإسراء والمعراج

عندما عاد النبي صلى الله عليه وسلم من رحلة الإسراء والمعراج، أخبر أهل مكة بما رآه في هذه الرحلة، وأخذ يصف لهم بيت المقدس بدقة، كما أخبرهم عن موعد قدوم قوافلهم من بلاد الشام، وانتظرت قريش قوافلها ورجعت في اليوم الذي حدده النبي صلى الله عليه وسلم، وبالرغم من ذلك لم تصدق قريش ما قاله الرسول عن رحلة قريش، بل كذبوه وقالوا ما هذا إلا سحرٌ مبين.

كما رواد الشك في قلوب بعض الذين دخلوا في الإسلام، بعدما سمعوا كلام الرسول صلى الله عليه وسلم عن رحلة الإسراء والمعراج، ولقد أحدث هذا الأمر فتنة كبيرة بين الناس، والدليل قوله تعالى: (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ).

وذهبت كفار قريش لأبو الصديق رضي الله عنه ليخبرهم عن رأيه فيما يقول النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا له: “هل لَكَ إِلَى صَاحِبِكَ يَزْعُمُ أَنَّهُ أُسْرِيَ بِهِ اللَّيْلَةَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ. قَالَ: أَوَ قَالَ ذَلِكَ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: لَئِنْ كَانَ قَالَ ذَلِكَ لَقَدْ صَدَقَ. قَالُوا: أَوَ تُصَدِّقُهُ أَنَّهُ ذَهَبَ اللَّيْلَةَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَجَاءَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنِّي لأَصُدِّقُهُ فِيمَا هُوَ أَبْعَدُ مِنْ ذَلِكَ؛ أُصَدِّقُهُ بِخَبَرِ السَّمَاءِ فِي غَدْوَةٍ أَوْ رَوْحَةٍ)، ومنذ ذلك اليوم يسمى أبو بكر بالصديق رضي الله عنه.

شاهد أيضا: دعاء ليلة الإسراء والمعراج مكتوب

ما موقف المشركين من الاسراء والمعراج كان سلبي، حيث لم يصدق كفار قريش ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم لهم عن رحلة الاسراء والمعراج، بل أنكروا جميع أقواله، وقالوا ما هذا إلا سحر مبين.