مر الشعر العربي بأطوار عدة، خلال هذا الموضوع، نتناول مقدمة عن الشعر الجاهلي وأنواعه المختلفة، إذ يمثل أول مرحلة من مراحل الشعر العربي على الإطلاق، فهو بمثابة البنية الأساسية، لولادة الأدب الشعري في الموروث العربي، تعالوا بنا نتناول تلك الفترة بشيءٍ من التفصيل فيما يلي.

ماهية الشعر الجاهلي ونشأته ..؟

يرجع طور الشعر الجاهلي، إلى ما قبل عصر صدر الإسلام، بنحو مائة وخمسين عامًا..

ولعل وصم الشعر العربي بالجاهلي، لا يرجع إلى التخلف العلمي، بل يرجع بضرورة الحال إلى الرجعية، الغضب، السفه، الذي بدا على صفات، وتقاليد عرب الجاهلية في تلك الفترة، وتجدر الإشارة إلى أول من نبغوا في استرسال الشعر الجاهلي، وهم: المهلهل بن ربيعة، امرؤ القيس بن حجر..

ومن الشائع في تلك الفترة نظم الشعر في الحال، في الأسواق خاصة، دون تفكير طويل في نسج خيوط الكلمات المكونة للقصائد، كما لم يكن التدوين شائعًا في تلك الفترة، مما جعل الاعتماد على حفيظة الجاهليين الحديدية آنذاك، إذ كان منبع فخرهم، وسلاح لغوي قوي، يتنافسون في نظمه على أروع شاكلة، وأجزل تكوينًا.

 أنواع الشعر في العصر الجاهلي ( أغراضه )

بصدد الحديث عن مقدمة عن الشعر الجاهلي وأنواعه المتعددة، نتناول الأغراض الشعرية المختلفة، التي حظيت بشيوع كبير في تلك الفترة، والتي لم تخلو قصائد الجاهليين منها، بتضمينها في ثنايا قصائدهم بالتدريج، وعلى رأسهم البكاء على الأطلال في مطلع القصيدة، فيما يلي:

  • الوصف: إذ اعتمد الشعراء في نسج القصائد حول هذا الغرض، على الكشف عما يحيط بالشاعر من بيئته التي ينشأ فيها، وما طرأ عليها من فراق المحبوبة، فيبدأ قصيدته بالبكاء على الأطلال، وما خلف رحيل محبوبته من مشاعر جياشة، تفيض بالحزن، والأسى، والذي يبدو واضحًا جليًّا على بقايا الديار المتروكة.
  • المدح: كان العرب يفخرون بأنفسهم، وقبائلهم، ويعتزون ببطولاتهم، ما جعلهم يتغنون بذلك، وما يتسمون به من خصائص الكرم، والشهامة، والعزة، والإباء..
  • الرثاء: كان مستمدًا بشكلٍ أساسي من المديح للمتوفى، وذكر محاسنه، ومكارمه، وبطولاته، وغير ذلك من الصفات التي تصب في كرم منزلته، وعلو شأنه،بين أهل قبيلته، والناس عامة.
  • الهجاء: وهو من الحدة، والغلظة، والسفه، والحماقة، والغضب، الذي كان من أكثر عيوب الشعر الجاهلي على الإطلاق، إذ اشتهر الجاهليون بالنزاعات، والصراعات، والقوة، والسيف، فما كان منهم إلا أن يضمروا الشرور، والكراهية، والعداوة، إلى غيرهم من القبائل، ما دفعهم إلى التلذذ بهجائهم بأشد أنواع الشتائم؛ ظنًا منهم أن النيل من أعدائهم يكسبهم الانتصار، والقوة.
  • الفخر: نبع هذا الغرض من اعتزاز عرب الجاهلية بأنفسهم، وقبائلهم، وأجدادهم، وبطولاتهم التي لا حد، ولا نهاية، ولا هزيمة لها.
  • الغزل: إذ اعتمد الجاهليون على التغزل بالمحبوبة، عفيفًا كان، أم صريحًا ماجنًا، ولعل الخير كان سائدًا بكثرة في تلك الفترة الشعرية.
  • شرب الخمر: وفيه اعتمد الشعراء على وصف كاسات الخمر، والتفنن في شرح هيئتها.

قد يروق إليك:
أسئلة في الأدب العربي

روافد الشعر الجاهلي

ونحن في صدد تناول مقدمة عن الشعر الجاهلي وأنواعه المتعددة، لا بد أن نتعرف على تلك المصادر، التي وصل إلينا هذا الموروث الدبي من خلالها، وفيما يلي بيان ذلك:

  • المعلقات الشعرية: أساس موروث الشعر العربي الجاهلي، وسميت بذلك؛ لأنها كانت معلقة في أذهان الجاهليين، وقلوبهم؛ نظرًا لنفاستها، وقفيمتها الرفيعة، وقد اختلف في عدد المعلقات الشعرية، ما بين سبع، وعشر..

يتمثل أصحابها في: زهير بن أبي سلمى، امرؤ القيس بن حجر، عمرو بن كلثوم، عنترة بن شداد، طرفة بن العبد، الحارث بن حلزة، لبيد بن ربيعة، والمعلقات الثلاث المختلف في أمرهم، لأصحابهم: الأعشى، عبيد بن الأبرص، النابغة الذبياني.

  • المفضليات: أطلق عليها هذا الاسم؛ لأن جمعها قد أسند إلى ( المفضل الضبي ) وهي عبارة عن 126 قصيدة، لعدد 67 شاعرًا، من بينهم 47 شاعرًا من زمن الجاهلية، منهم: الحارث بن حلزة، تأبط شرا، المرقشان، الشنفرى.
  • الأصمعيات: أطلق عليها هذا الاسم؛ نسبةً إلى راويها ( الأصمعي ) ويبلغ عددها نحو 92 قصيدة، ومقطوعة شعرية، لواحد وسبعين شاعرًا، من بينهم أربعين شاعرًا جاهليًّا، منهم: امرؤ القيس بن حجر، طرفة بن العبد، عروة بن الورد، الحارث بن عباد.
  • جمهرة شعر العرب: أطلق عليها هذا الاسم؛ نسبةً إلى من قام بجمعها، وروايتها، وهو ( أبو زيد القرشي ) وتضم الجمهرة نحو تسعة وأربعين قصيدة، من طوال القصائد، التي خضعت إلى تقسيم سباعي، يفتتح بالترتيب بـ:
  1. المعلقات الشعرية.
  2. والمجمهرات: ومن أبرز شعرائها: عبيد بن الأبرص، عنترة بن شداد، النمر بن تولب، عدي بن زيد، أمية بن أبي الصلت، بشر بن حزم، خداش بن زهير.
  3. المنتقيات ( المختارات ).
  4. المذهبات.
  5. عيون المراثي.
  6. المشوبات.
  7. الملحمات.

قد يروق إليك:
من طرائف ونوادر العرب على مر الأزمان

وإلى هنا، وصلنا إلى ختام الحديث عن الشعر في أيام الجاهلية، بشيءٍ من التفصيل، عسى أن تعم الفائدة على الجميع.

شـاهد أيضاً..

أهمية الأدب العربي

الفرق بين الشعر والنثر في الأدب العربي