يعتبر الدين الإسلامي منهجًا متكاملًا للحياة، فهو الدين الذي ارتضاه الخالق -عز وجل- لعباده، كما أنه الرسالة الخالدة للأنبياء والمرسلين، وقد مّن الله -سبحانه وتعالى- على عباده بدينٍ ينظم لهم كافة أبعاد حياتهم، فلم يغفل هذا الدين الخالد الطرف عن أي جانب من جوانب حياة المسلم، فكل من اتبع خطاه فقد عاش حياة كريمة مليئة بالمسرّات والرضا، فنرى ديننا الأحنف يهتم بالنظافة الشخصية، والعبادات، وتنظيم العلاقات بين الناس بما فيها مساعدة الآخرين في الإسلام، والزواج والميراث والكثير من الأمور في الحياة الإنسانية، ولم يأتِ الإهتمام عبثًا؛ بل بين لكل تعليمات وإرشادات قدمها حول جانب ما الأهمية الكامنة خلف ذلك، وفي هذا المقال سيكون جانب مساعدة الآخرين في الإسلام هو محور الحديث.

مساعدة الآخرين في الإسلام

تعرف مساعدة الآخرين في الإسلام بمصطلح آخر هو التعاون، هو مد يد العون للآخرين ومشاركتهم في إتمام أمورهم بما يرضي الله، كما أنه أيضًا أداء حقوق المسلمين والمساعدة على ذلك؛ ويشار إلى أن الله سبحانه وتعالى قد حث في كتابه العزيز على ضرورة مساعدة الآخرين في الإسلام؛ فجاء في سورة المائدة “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ” المائدة (2)، وفي الآية الكريمة دلالة واضحة المعالم بأنها الإعانة في القيام بالأفعال الخيرية وكل ما يتعلق بالأمور الواجب فعلها شرعًا، أي بما لا يتنافى مع الشريعة الإسلامية، وقد أشار الشيخ بن عثيمين -رحمه الله- بأنه إعانة البشر لبعضهم البعض في كل أمور البر والتقوى وفعل الخيرات، وتفادي الشر واتقائه وجوبًا.

اقرأ أيضًا: تعرف على فوائد الصلاة الصحية 

أهمية مساعدة الآخرين في الإسلام

لا يبيح الله -عز وجل- أمرًا على المسلم إلا لخير، ولا يمنعه عن القيام ببعض الأمور إلا لخير أيضًا، كما يكمن أمورًا هامة حول وجوب مساعدة الآخرين في الإسلام، ومنها:

  • يعتبر اللبنة الأولى للخير والسعادة والألفة بين البشر.
  • العماد الرئيسي للتقدم والرقي، حيث يسهم في تقدم الأمم.
  • مساعدة الآخرين في الإسلام يعتبر غالبًا بذرة خير مغروسة في نفس كل مسلم.
  • توطيد أواصر العلاقات والمحبة والإخاء بين المسلمين.
  • التعاون على البر والامتناع التام عن التعاون في الإثم.
  • تعتبر من الثوابت الرئيسية في الدين الإسلامي.
  • تعد مساعدة الآخرين في الإسلام أمرًا اجتماعيًا إلى جانب أنه ديني أيضًا.
  • اعتبار مساعدة الآخرين في الإسلام فريضة إسلامية جاءت كأمرٍ رباني في كتاب الله عز وجل بعدة مواضع.

أهمية مساعدة الآخرين

إلى جانب وجود أهمية بالغة لأمر مساعدة الآخرين في الإسلام، فإن لها أهمية بالغة أيضًا في الحياة العادية بعيدًا عن أمور الدين، ومن المؤكد أن هناك ارتباط وثيق بين الجانبين الدنيوي والديني في أهمية مساعدة الآخرين، ومن أهمها:

  • تذليل الصعوبات والعقبات أمام الأمور الصعبة، وتسهيل إنجازها.
  • تحفيز الآخرين على بذل مجهود أكثر، وبالتالي تحقيق منفعة أكثر.
  • تدير عجلة التطور العلمي والتقدم التقني بسرعة فائقة، فيحقق أعلى درجات التقدم.
  • تؤدي مساعدة الآخرين دورًا فعالًا في تجديد طاقة الأفراد.
  • انتشار المحبة والمودة بين الأفراد، فيعم السلام.
  • تبدد الضغائن والحقد الدفين في القلوب.
  • إدخال السعادة إلى قلوب الآخرين.
  • تلاشي الإزدواجية في العمل.
  • اكتشاف الخبرات والمهارات لدى الإنسان.

إقرأ أيضاً: أهمية التسامح والعفو في الإسلام

أثر وفوائد مساعدة الآخرين

تترك مساعدة الآخرين دون مقابل أثرًا عميقًا في حياة الإنسان والمجتمع ككل، وتاليًا أهم الفوائد لذلك:

  • الاستفادة من خبرات الآخرين قدر الإمكان، وتقديم الفائدة أيضًا لهم من خلال المساعدة.
  • تجسيد أسمى معاني القوة والتماسك.
  • أفضل ثمرات الأخوة الإسلامية، حيث تعمل على تقويتها.
  • مساعدة الآخرين بتقاسم الحمل والتخفيف من حدة الأعباء عن كاهلهم.
  • التخلص من الأنانية وحب الذات تمامًا.
  • الخطوة الأولى في تحقيق النجاح، اكتساب محبة الآخرين.

مقالات قد تهمك..

أروع ماقيل في العمل والنجاح

7 نصائح لبناء علاقات صداقة حقيقية