من الجدير بالاهتمام، التعرف على فنون اللغة العربية الخالدة، فأي لغة يمكن تشبيهها بالكائن الحي، حيث يرتبط كل جزء منها بالآخر ارتباطًا وثيقًا، ولعل اللغة العربية تقوم على أساس التكامل الجوهري بين فنونها،

وقد تفرعت أقسام العربية إلى نحو اثني عشر فن: النحو، الصرف، العروض، علم اللغة، الاشتقاق، الشعر، الإنشاء، المعاني، البيان، الخط، القافية، التاريخ.. وسوف نتعرف عليهم بالتفصيل، فيما يلي من سطور.

مفهوم اللغة العربية

هي لغة القرآن الكريم، أهم، وأكثر اللغات تفردًا، وانتشارًا، في العالم أجمع؛ لأنها بمثابة كيان، ولغة إنسانية سامية، بين جميع الحضارات العربية، والإسلامية، بالإضافة إلى أنها ما زالت تحافظ منذ القدم على تاريخها اللغوي، والنحوي، وقد ساهمت فنون اللغة العربية بشكل كبير، في تقدم كثير من الحضارات، لا سبما الحضارة الأوروبية، ويوجد العديد من الكلمات، ذات أصل عربي، في اللغات الأخرى، وهذا ما جعل ثمة تقاربًا ملحوظًا بين اللغة العربية، وجميع اللغات الأخرى.

فنون اللغة العربية

سوف نتعرف فيما يلي من سطور على أهم فروع اللغة العربية الرائدة بين لغات العالم أجمع:

1- علم النحو

هو علم يقوم على البحث، والدراسة الفاحصة في تكوين الجمل، و قواعد الإعراب، ويعرف باسم: علم الإعراب.

يهتم بمعرفة المواقع الإعرابية في الكلام، وودراسة أواخر الكلمة، كما يختص بتميز أنواع الكلام، سواء كان ( اسم – فعل – حرف ) وكذلك التمييز بين حالات الإعراب، والبناء..

ويرجع الفضل في وضعه إلى العالم الجليل:  ( أبو الأسود الدؤلي ).

2- علم الصرف

من فنون اللغة العربية الجليلة، المختص بدراسة التغيير الذي يطرأ على صياغة الكلمة، وبنيتها، مما تتعرض له من زيادة، أو نقصان، أو غيرها من تغيرات؛ لذلك سمي علم الصرف بلغة التغيير، وهو يدرس الكلمة العربية المتصرفة فحسب..

ويرجع الفضل في تأسيس قواعد هذا العلم إلى العالم الجليل:  ( أبو معاذ الهراء شيخ الكسائي ).

3- علم العروض

سمي بهذا الاسم؛ نظرًا لأنه يقوم بعرض الشعر، ومعرفة أوزانه، وما يعتريها من تغيرات، وما بها من صحيح، وفاسد..

وقد قام بوضع هذا العلم، عالمنا الجليل: ( الخليل بن أحمد الفراهيدي ).

إقرأ أيضاً: تعرف أكثر على ” الفراهيدي ”

4- علم اللغة

هو العلم الذي يقوم بدراسة اللغة، وفق طريقة علمية، فيهتم ببناء اللغة، ومظاهرها الجزئية، وكيفية تكوين الكلمة، ومعانيها، وتركيب مفرداتها، وكيفية نطق كل كلمة، ومعرفة الصوت الخاص بها، وهو ركن أصيل من فنون اللغة العربية الحبيبة.

5- علم الاشتقاق

يعرف بعلم مقاييس اللغة، وفي تعريف الشوكاني له، يشير إلى أنه ثمة تناسب بين اللفظين، في كلٍّ من التركيب، والمعنى، فتنسب أحدهما إلى الآخر، وهو علم التعرف على الأصل، الذي ترجع إليه الكلمة؛ ولذلك أطلق ابن فارس على كتابه، في هذا الصدد اسم: ” معجم مقاييس اللغة “.

6- الشعر

الشعر فن أدبي أصيل من فنون اللغة العربية الخالدة، يجسد الحياة، بالاعتماد على إحساس الشاعر، وخلجات نفسه، وهو عبارة عن كلام يعتمد على الموسيقى الشعرية، والعاطفة، والخيال، كما أنه يعتمد على وزن محدد، وقافية ثابتة تارة، ومتنوعة أخرى، وقد شاع فن الأدب الشعري منذ قديم الأزل، لدى كافة الأمم، حيث سجلوا تراثهم، وتاريخهم، عن طريق الشعر.

وقد خصه الأزهري في كتابة الفريد: ” تهذيب اللغة ” وأوضح أن الشعر عبارة عن الشيء، الذي يتحدد بعلامات معينة، لا يتخطاها، وقائله شاعر؛ لأنه شعر بما لم يشعر به غيره، وهو عبارة عن كلمات ثؤثر على قارئها، وسامعها، إذ تدق القلب، وتدخل إلى مداخله الشعورية الحساسة.

إقرأ أيضاً: أسئلة عن الشعر والشعراء – من القائل؟

7- الإنشاء

فن من فنون لغتنا العربية الفريدة، يعتمد كل الاعتماد على استكشاف المعاني، وطريقة التعبير عنها، بألفاظ، وعبارات، وفقًا لمقامات معينة.

8- علم المعاني

هو العلم الذي يبحث في الجملة، وتركيبها، وطريقة الصياغة، ويقوم على اختيار أسلوب معين، يتناسب مع التغيرات التي تحدث، من التعريف، والتنكير، والإضمار، والإظهار، والذكر، والحذف، والقصر، وغيرها.

ويجب أن نقوم بمراعاة شيئين جوهريين أساسيين، في علم المعاني، هما: المعنى الذي يقصده الكاتب، واللفظ الذي يستخدمه للتعبير عن هذا المعنى، فإذا اختلف أحدهم، ترتب على ذلك اختلاف الآخر.

9- علم البيان

من أبرز فنون اللغة العربية الفصحى، إذ يعد ركنًا أساسيًّا، وعلمًا صائبًا، من علوم البلاغة في اللغة العربية، وأطلق عليه هذا الاسم؛ لأنه يساعد في معرفة المعنى، وتوضيحه، وهو علم يقوم بدراسة الصور الشعرية، من حيث التشبيه، والكناية، الاستعارة، المجاز، ويعني بها إتيان نفس المعنى، ولكن بطرق مختلفة، كما يعنى أيضًا بالوضوح؛ من أجل الوصول لأبلغ لفظ، يمكن التعبير به عن المعنى.

10- علم الخط

أحد أقسام اللغة العربية، وهو عبارة عن تصميم معين للحروف، في مختلف اللغات، التي تكون أشكال هندسية معينة، بسبب استعمالها بطريقة متصلة، بحيث تكون قابلة للتشكيل، من خلال: التداخل، التركيب، التشابك، كما أنه أصبح مرتبطًا بمفهوم الزخرفة العربية..

وانقسم إلى العديد من الأنواع، منها: خط الرقعة، خط النسخ، الخط الفارسي، وغيرها الكثير، وقد أبدع الكثير من الرسامين، والخطاطين المختصين، في ضبط القواعد الكتابية، وأشكال الخطوط.

11- القافية

فن من فنون اللغة العربية الذي يهتم بدراسة أواخر أبيات الشعر، المتمثلة في كلمة، أو جزء من كلمة، من حيث اللزوم، والجواز، والسكون، والحركة، وغيرها، وقام بوضعه العالم الجليل: ( الخليل بن أحمد الفراهيدي ).

12- التاريخ الأدبي للغة العربية

أحد فنون العربية، وهو يعتمد على دراسة كل ما يتعلق بالأمة العربية، من حيث تاريخها، حياتها، لغتها، أخلاقها، عاداتها، وذلك منذ العرب البادية، وحتى يومنا هذا.

إقرأ أيضاً: أسئلة مسابقات في اللغة العربية وأجوبتها

قمنا فيما سبق، بعرض أهم فنون اللغة العربية القويمة، بصورة واضحة، ومتكاملة الجوانب، عسى أن يعم النفع.

شـاهد أيضاً..

تطور أنواع الأدب العربي على مر الأزمان

قيمة وأهمية الأدب العربي وفوائد دراسته