تكثر العديد من الاستفسارات، حول إمكانية الحمل والولادة، مع التدرج في العمر، لا سيما فرص الحمل بعد الثلاثين عامًا، ما يجدر بنا الحديث في هذا الصدد، خلال السطور القادمة؛ كي نتعرف على الكثير من التفاصيل الجوهرية، التي تتعلق بالموضوع، في إطار الإجابة عن أبرز الأسئلة الشائعة.

فرص الحمل بعد الثلاثين

يشيع الحمل على الأغلب في متوسط عمر العشرينات، إلا أن ما يعادل 20 في المائة من النساء، يُرْزَقن بحملهن الأول، فيما يعقب عمر الثلاثين عامًا،

وتجدر الإشارة إلى أنه كلما تقدمت فرصة الحمل في عمر مبكر، قلما قلت الأخطار محتملة الحدوث، من جراء الحمل، ويكمن السر في تأخر حمل العديد من النساء، في انشغال العديد من الأزواج بحياتهم العملية، ما يدفعهم لإرجاء زواجهم؛ حتى تمام التمكن من الاستقرار، وتحمل المسئولية المالية، الملقاة على كاهلهم، على ما يرام، ما يدعو إلى قلق الكثير من النساء، بشأن ما يفكرن في إمكانية التعرض إلى مضاعفات صحية خطيرة، أو عيوب خلقية تصيب الأجنة، فما صحة ذلك من عدمه؟ وهل يمكن تحقيق الأمان واليسر المشهود خلال حمل العشرينات ؟

هل يعد الحمل بعد الثلاثين آمنًا؟

الحق أن خلو الأم من الأمراض المزمنة ( كالسكري _ وارتفاع معدلات ضغط الدم ) له فاعلية كبيرة في إتمام فترة الحمل، دون عواقب وخيمة، تؤثر على صحتي الأم، والجنين، والعكس صحيح،

كما يجب ضرورة وضع معدلات الخصوبة في الاعتبار، إذ تبلغ خصوبة المرأة أوجها في العشرينات؛ إذ إن لكل امرأة عدد وافر، ومحدد في الآن ذاته، من مخزون البويضات، الذي يستنفذ تدريجيًا، بتقدم العمر، ما يقلل حتميًا من خصوبتها، وسهولة التعرض للأورام الليفية في الرحم، وبطانة الرحم المهاجرة، إلا أن الأمر لا يدعو للتوتر الزائد عن الحد، فبإمكان السيدات ممن يحافظن على صحتهن، أن يحظين بفترات تبويض منتظمة، تمنهن من الحمل بكل سهولة.

التدابير الأساسية الواجب اتخاذها في الحمل عقب الـ 30

ثمة بعض الاحتياطات، من الواجب مراعاتها، في سبيل تعزيز فرص الحمل بعد الثلاثين نوردها فيما يلي:

  • الحفاظ على جسم مثالي، من دون سمنة مفرطة، أو نحافة تفوق الحد.
  • الإقلاع التام عن التدخين.
  • البعد كل البعد عن عن دواعي التوتر، والإجهادات البدنية، والصدمات النفسية، بشأن الأفكار السلبية، والتفكير في الحمل بشكلٍ متوارد، فالأصح إبعاد الفكرة تمامًا، حتى يشاء الله تمامها، بكل يسر، وسهولة.
  • الابتعاد عن تناول الكحوليات.
  • تناول الأطعمة المفيدة للجسم، والابتعاد عما يضر به.

كيفية تعزيز فرص الحمل بتوأم

العديد ممن يتأخرن في الحمل من السيدات، يرغبن في الحصول على توائم، تيسر عليهم فكرة إنجاب الأطفال مبكرًا، بدلًا من التعرض إلى نفس المشاعر المحبطة، التي تنتابهم خلال الحمل الأول، وفيما يلي بعض الاقتراحات، التي تسهم في تحقيق ذلك، بمشيئة الله:

  • الاستعانة بالمنشطات، تسهم بفرصة في الحمل بتوأم.
  • إذا حظيت الأم بالحمل بتوأم، فأنت أكثر فرصة لأن تكونين مثلها.
  • إذا ما حملت المرأة بتوأم فبل ذلك.

مضاعفات الحمل بعد الثلاثين على الأم والجنين

مما يجب وضعه في الاعتبار، أنه ربما زادت المخاطر على صحة الأم، والجنين، في حال الحمل في سنٍ مبكرة، إذ تقل كفاءة البيويضات، مع التقدم في العمر بالضرورة، بالطبع، ليست كل الحالات معرضة إلى نفس الشيء، وإنما وجب أخذ الحيطة، والحذر، وتتمثل المخاطر محتملة الحدوث، لدى بعض النساء، إثر فرص الحمل بعد الثلاثين فيما يرد أدناه:

  • إجهاض الأجنة: من المحتمل فقدان الأجنة، بمعدلات تتراوح فيما بين 10 الى 15 % ، ويزداد هذا الخطر، كلما زادت أعمار السيدات.
  • الاضطرابات الوراثية، والعيوب الخلقية: الحق أنه كلما زادت المعدلات العمرية للنساء الحوامل، كلما زاد خطر التعرض إلى الأخطار المفضية إلى تشوه الكروموسومات، ما قد يتسبب في إصابة الأجنة بمتلازمة داون، إلا أن نسبة الإصابة، لا تتخطى الحالة الواحدة، من بين حوالي 1250 حالة حمل، في غضون الأربعين عامًا، وتزداد إلى نحو 1 % ببلوغ عمر الأربعين عامًا.
  • زيادة فرص الولادة بعملية قيصرية: كلما ازداد عمر السيدات الحوامل، كلما كان أمكن للمخاطر، والمضاعفات، مما يصعب فرصة الحمل الطبيعي، والتعرض إلى الجراحة القيصرية، كالإصابة بإزاحة المشيمة، التي تؤول إلى حجب عنق الرحم، على سبيل المثال.
  • زيادة فرص الإصابة بسكري الحمل: إذ تصاب بعض النساء بسكري الحمل، ما يمثل خطورة على صحتهن، وعلى صحة الجنين بالضرورة.
  • زيادة فرص الإصابة بارتفاع ضغط الدم العرضي: إذ تصاب بعض السيدات، بارتفاع ملحوظ في ضغط الدم، ما قد يتسبب في زلال الحمل، ومن ثم الإصابة بتسمم الحمل، ما يشكل خطورة على صحة الأم، والجنين، والولادة المبكرة.
  • زيادة فرص الولادة المبكرة: نظرًا لما تعانيه المرأة من مضاعفات خلال فترة الحمل، تكون أكثر عرضة للولادة السابقة عن الفترة المجدولة، ما قد يتسبب في وضع الجنين في الحضان بعض الوقت، كما قد تمر المرأة الحامل بصعوبة ملحوظة، ومستعصية، في المخاض، وطول فترة معاناته.

قد يروق إليك: كيف تعرفين أنكِ مصابة بـ تسمم الحمل ؟

كيفية التأهل للحمل عقب الـ 30

على الرغم من الأخطار المصاحبة لفترات الحمل، لا سيما فيما يخص فرص الحمل بعد الثلاثين عامًا، إلا أن الاستعداد الإيجابي، الفعال لتلك الفترة، بشكلٍ مسبق، يمكن من تلاشي حدوث ما سبق من أخطار، تعالي – عزيزتي – نصحبك في فقرة، تمكنك من تلاشي، وتقليل حدة الأخطار، محتملة الحدوث، خلال فترات الحمل، فيما يلي:

  • البعد عن التدخين والمشروبات الكحولية.
  • ينبغي على المرأة الراغبة في الحمل، عقب عمر الثلاثين عامًا، زيارة الطبيب المختص، وإحاطته علمًا بالتاريخ الطبي كاملًا، مما يمكن من سهولة التعافي من أية أمراض، تعرقل حدوث الحمل، وتحد من أخطاره، كما في: الإصابة بالسكري، السمنة المفرطة، ضغط الدم المرتفع، وغير ذلك من الأمراض المزمنة.
  • الاعتناء المكثف بصحة المرأة، وتغذيتها السليمة، وفق نمط حياتي بناء، أكثر فاعلية، ما يجنب حدوث مضاعفات الحمل، بشكلٍ ملحوظ.
  • الحرص على الوزن المثالي: كلما كان جسم المرأة أقرب إلى المثالية، خاليًا من الدهون، والشحوم المتراكمة، كلما كان أمكن في تعزيز فرص الحمل الآمنة، الخالية من المخاطر، كذلك ينبغي الحرص على البعد عن كل ما هو سلبي، ويشكل خطورة على صحة المرأة، كما أوضحنا عاليه، والإقبال على ما هو مفيد، ويصب في صالح المرأة، وصحتها.
  • ممارسة التمرينات الرياضية الملائمة، واتباع الأنظمة الغذائية الفعالة، له أسمى دور في تلاشي الأخطار محتملة الحدوث، وتجربة مميزة خلال فترات الحمل.
  • لممارسة الرياضة البسيطة، خلال فترات الحمل بالذات، وتناول الأطعمة الصحية، دور بارز في إمكانية التعافي عقب الولادة، بصورة أكبر، والإحساس الفعال باللياقة، والنشاط الدؤوب، ولكن يراعى الاستعانة بالطبيب المختص؛ لتوجيهك للأنسب إليك، من دون ضرر على صحتك، أو صحة جنينك.
  • الصبر النافذ، والبعد عن التوتر: أكثر ما يعرقل فرص الحمل، التفكير الزائد عن الحد، الذي يتسبب في التوتر، والإجهاد العقلي، والنفسي، والبدني، ما يؤخر بالضرورة فرص الحمل، التي تستوجب مزيدًا من الهدوء، والدعة.

إقرأ أيضاً: المرأة الحامل وسرطان الثدي

بالنظر إلى ما سبق نظرة فاحصة، يتراءى إلينا أن فرص الحمل بعد الثلاثين عامًا، لا ينجم عنها أخطار مستعصية بالضرورة في كل الحالات، كما هو شائع بين الناس، إنما يمكن تفادي مثل هذه الأخطار بكل سهولة، إذا ما تم التخطيط، وفق دراية واعية بالأمر، بشكلٍِ مسبق، فلا داعي إلى بوتقة الخوف الزائد عن الحد، الذي يعتري الأزواج، واستبدال الروية، وتنفيذ التدابير الصائبة، فيما يخص الصحة، ةالتغذية، وممارسة الرياضات الملائمة.