تتباين الآراء حول فارق السن المناسب للزواج وهل يؤثر فارق السن بين الزوجين في العلاقة بينهما أم أنه مجرد أرقام على ورق، وأن الأهم هو التوافق العقلي والاجتماعي بين الرجل والمرأة. ويختلف إهتمام المتزوجين بالفارق العمري بينهما من مجتمع لآخر وبحسب الثقافة السائدة. فعلى سبيل المثال تميل المجتمعات الشرقية إلى أن يكون الرجل في أغلب الأوقات هو الأكبر في السن. ولا تقبل ثقافة هذه المجتمعات بشكل كبير أن تكون المرأة هي الأكبر منه في السن. في حين أن هذا الأمر لا يُعد ذا أهمية كبيرة في المجتمعات الغربية.

دراسة حول فارق السن المناسب للزواج

تُشير دراسة أُجريت عام 2014م في جامعة إموري بالولايات المتحدة الأمريكية. شملت حوالي 3 آلاف حالة زواج، إلى أن كلما زاد الفارق في السن بين الزوج والزوجة كلما ازدادت فرص حدوث الطلاق بينهما. حيث جاءت النسب كالتالي:

  • الأزواج الذين يكون فارق السن بينهما هو عام واحد فإن فرصة حدوث الطلاق بينهما تكون 3%.
  • الزوجين الذين يصل فارق السن بينهما حتى 5 سنوات قد تصل فرصة وقوع الطلاق بينهما إلى 18%.
  • إذا وصل الفرق بين سن الزوجين إلى 10 سنوات فإن فرص حدوث الطلاق تصل إلى 39%.
  • إما إذا كان هناك فجوة عمرية كبيرة بين الزوجين قد تصل إلى 20 سنة فإن إحتمالات وقوع الطلاق تترفع إلى نسبة 95%.

هل فارق السن الكبير يُعني فشل الزواج ؟

من الواضح وبناءً على الدراسة السابقة، فإن فارق السن الذي يبلغ سنة واحدة يُعتبر مثاليًا في العلاقة الزوجية. وهذا لا يُعني أن هؤلاء الأزواج الذين يبلغ الفرق بين أعمارهم عام واحد لن يتعرضوا للانفصال. فقد يكون هناك عوامل أخرى تؤدي للطلاق. يرى «هوجو ميالون» أحد الباحثين في الدراسة السابقة، أنه على الرغم من أن الاحصاءات التي خرجت بها الدراسة تظهر أن هناك علاقة ارتباط طردية بين فارق السن بين الزوجين وبين نسب حدوث الطلاق، إلا أنها لا تعني بالضرورة وجود علاقة سببية. حيث أنه يمكن أن يكون الطلاق قد حدث في هذه الحالات لأسباب آخرى بعيدة عن فارق العمر.

اقرأ أيضًا: الطريق إلى الحياة الزوجية السعيدة في الإسلام

فارق السن المناسب للزواج بالنسبة للسيدات

تميل الكثير من النساء البحث عن شريك حياة يكون أكبر في العمر منها بفارق قد يصل إلى 10 سنوات أو أكثر. ويمكن تفسير ذلك لأسباب مختلفة ربما يكون أهمها هو زيادة نضوجهم العقلي وطرق تعبيرهم عن آرائهم في الموضوعات المختلفة وإعتمادهم على نفسهم من الناحية المالية وإتخاذ القرارات وغيرها. البعض يفسر تلك الرغبة عند بعض النساء لحاجاتهم للبحث عن شخصية تقوم بدور الأب في حياتهن. لكن هناك أسباب آخرى تشكل هذه الرغبة ومنها:

  • هم أكثر خبرة وثقافة من الشباب.
  • هم أكثر إستقرارًا من الناحية المالية.
  • لديهم القدرة على الاهتمام بزوجاتهم بشكل أكثر.
  • يميلون للبحث عن علاقات تستمر فترة طويلة.
  • بسبب تقدمهم في العمر فهم يحاولون الحفاظ على صحتهم بشكل أكبر.
  • لا يقضون أغلب أوقاتهم مع أصدقائهم في أماكن الترفيه مقارنةً بالشباب.

فارق السن المناسب للزواج بالنسبة للرجال

على الجانب الآخر كثير من الرجال يفضلون أن تكون زوجاتهم أصغر في السن منهم بسنوات كثيرة. خاصة وأنه من المُشاع أن الرجل يمر بفترة مراهقة متأخرة بعد وصوله لسن الـ40 عامًا تقريبًا. وحينها يحاول زيادة الاهتمام بنفسه ومظهره. وقد تتجدد مشاعره مرة أخرى ويبحث عن تلك المرأة التي يستحقها، وعادةً ما تكون هذه المرأة في العشرينات من عمرها. فكثير من الرجال يبحث عن زوجة أصغر منه في العمر لعدة أسباب من ضمنها:

  • المرأة الأصغر في السن تجعل الرجل يشعر بأنه مازال جذابًا للجنس الآخر. بينما الزوجة التي تكون في عمر مُقارب من الرجل التي قد تبقى معه رغبة منها في الاستقرار.
  • النساء تظهر عليهم علامات الشيخوخة أسرع من الرجال؛ لذلك يبحث بعض الرجال عن المرأة التي تشبع رغبتهم خاصة عند تعرضهم لأزمة منتصف العمر.
  • يستطيع الرجل فرض سيطرته على العلاقة بسهولة إذا كانت الزوجة أصغر منه في السن بفارق كبير على عكس إذا كانت زوجته قريبة منه في العمر.
  • يشعر الرجل بالطمأنينة بأن هناك من سيعتني به حينما يواجه آثار الشيخوخة إذا كانت زوجته أصغر منه في السن. بينما إذا كان الزوجان قريبان من بعضهما البعض في العمر فإن ذلك يعني أنهما سيعانيان من أعراض الشيخوخة معًا.

موقف الإسلام من تحديد فارق العمر بين الزوجين

لم تضع الشريعة الإسلامية حدًا فاصلًا للفارق بين عمر الزوجين. وتركت الأمر راجع لحرية الزوجين وبناء على تفاهمهم مع بعضهما البعض والتوافق الموجود بينهما من الناحية العقلية. بل أن من أبرز أمثلة عدم أهمية فارق السن بين الزوجين على نجاح الزواج من عدمه هو أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حينما تزوج السيدة خديجة ـ رضي الله عنها، كان فارق العمر بينهما 15 عامًا. حيث كان عمر الرسول حينها 25 عامًا، بينما كانت السيدة خديجة في سنتها الأربعين.

كذلك فالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حينما تزوج أم المؤمنين السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ فكان عمره قد وصل إلى الـ50 عامًا تقريبًا، بينما كانت السيدة عائشة في عمر 15 عامًا تقريبًا ـ وفق أحدى الروايات التي ذكرها العلماء. وبذلك ضرب لنا الرسول مثلًا بأن فارق العمر بين الزوجين لا يؤثر على العلاقة بين الزوجين. فكما كانت السيدة خديجة هي أقرب الناس لقلب الرسول ولم يتزوج عليها وسمى عام وفاتها بعام الحزن. فالسيدة عائشة كانت أقرب زوجاته إلى قلبه أيضًا.

وبذلك فإن فارق العمر بين الزوجين لا يؤثر بشكل كبير على إستمرار العلاقة من عدمها. فهناك عوامل أخرى كثيرة تتحدد في ذلك، فلا يوجد قاعدة ثابتة تحدد فارق السن المناسب للزواج . إنما هي ترجع لاختلاف المجتمعات والثقافات.

المراجع:
What’s The Ideal Age Gap In A Relationship? It’s Not As Big As You Might Think
Reasons Why Women Date Older Men
12 reasons why older men date younger women