تتخذ المملكة الأردنية الهاشمية من مدينة عمان عاصمةً لها، فهي المدينة الأكبر سكانًا ومساحةً، كما أنها المركز الرئيسي لمحافظة العاصمة، كما أنها قلب الوطن النابض من الناحية التجارية والاقتصادية والتعليمية والاجتماعية، ومن المتعارف عليه أن لهذه المدينة مكانة مرموقة في نفوس الوافدين باعتبارها موطنًا للجاليات العربية في الأردن، وفي هذا المقال سنذهب سويًا في رحلة بين أرجاء العاصمة العريقة عمان عاصمة الأردن.

عمان عاصمة الأردن

اتخذت عمان على مر التاريخ عددًا من التسميات، منها فيلادلفيا ومدينة التلال السبع وربة عمون وعمون غيرها، وقد ساهم تاريخها العريق بجعلها موطنًا لمزيجٍ من الثقافات والطوائف الدينية معًا في أراضيها، وتطغى الحداثة على بنيان المدينة إلى جانبِ العراقة بالمباني القديمة الواضحة في أسواقها وآثارها التاريخية كالمدرج الروماني والمتاحف والقلاع وغيرها.

-الجغرافيا

تتربع العاصمة الأردنية عمان فوق عدةِ قممٍ جبلية ترتفع فوق مستوى سطح البحر بنحوِ 750 متر على الأقل، ويشار إلى أن المتوسط الإجمالي لعلو الجبال السبع الأولى لها يصل إلى 918م، وتحتضن المدينة جبالًا يصل عددها إلى عشرين جبل على الأقل، إلا أنها تتألف من سبعة جبالٍ أساسية فيها هي جبل الجوفة وجبل النظيف والجبل الأخضر وجبل الأشرفية وجبل النزهة وجبل النصر وجبل التاج وجبل القصور، ثم انضم إليها كل من جبل القلعة وجبل عمان وجبل اللويبدة وجبل الحسين، وتتواجد الغالبية العظمى من هذه الجبال في الجزء الشرقي من المدينة.

يفصل بين عمان والعقبة مسافةً تتجاوز 360 كيلو متر نحو جنوب المملكة، كما تبعد مدينة إربد عروس الشمال بمسافةٍ تصل إلى 80 كيلو على الأقل شمالًا، أما نهر الأردن فيتدفق على بعدِ 45 كيلو متر في العرب من العاصمة، وتعد مدينة متوسطة تقع على مقربةٍ من العديد من المدن العربية والعواصم؛ إذ لا يفصل بينها وبين القدس سوى 80 كيلو متر غربًا، وبينها وبين دمشق نحو 180 كيلو متر باتجاه الشمال، أما المسافة بينها وبين بغداد فتصل إلى 800 كيلو متر نحو الشرق؛ إلا أن مكة المكرمة هي الأبعد عنها إذ يفصل بينهما 1225 كيلو متر نحو الجنوب.

-التضاريس

تشير تسمية “مدينة التلال السبع” على طبيعة التضاريس في عمان الأردنية؛ إذ تعد منطقة جبلية بطبيعتها إلى جانبِ عدةِ أنواع من التضاريس، ومنها:

  • انتشار الجبال المتموجة في المناطق الشمالية من عمان، ويشمل ذلك مناطق أبو نصير وشفا بدران والجبيهة.
  • امتداد المناطق الصحراوية القاحلة والسطوح المموجة في الجهة الجنوبية الشرقية والشرقية منها، ويقع ذلك ضمن نطاق منطقة القويسمة وماركا الجنوبية.
  • قمم جبلية ترتفع إلى 1000 متر على الأقل في الأجزاء الغربية، كما هو الحال في صويلح وتلاع العلي والشميساني والصويفية وغيرها.
  • الأودية، تتواجد الأودية بشكل عام في المناطق الوسطى من العاصمة وتلتقي مع سيل عمان، وتصنف على أنها منطقة ذات انحدارٍ شديد ومناطق صخرية، ويشار بالكلام إلى وادي صقرة ووادي عبدون وغيرها.

لا بد من التنويه إلى أنه وفقًا للتقسيم الإداري لعمان؛ فإن الجزء الشرقي منها هو الأقدم تاريخيًا، بينما يعتبر الغربي هو الجزء الحديث النشأة.

-تاريخ عمان

تاريخ عمان تاريخٌ حافل بالأمجاد والمحطات التاريخية العريقة التي تفخر بها كتب التاريخ، ومن أبرز المحطات التاريخية التي شهدتها العاصمة العريقة:

  • عودة تواريخ الآثار الإنسانية المكتشفة في منطقة عين غزال إلى أكثر من 7000 سنة قبل الميلاد.
  • قيام العمران والبنيان في عمان بالتزامنِ مع بداية الألفية الرابعة قبل الميلاد.
  • العثور على آثار للعمونيين في المنطقة منذ الألف الثالث قبل الميلاد، وعرفت وقتها باسم ربة عمون.
  • خضوع المنطقة للاحتلال الآشوري ثم البابلي بعده.
  • بسط الاحتلال الروماني لنفوذه على المنطقة في غضون القرن الرابع قبل الميلاد.
  • إطلاق تسمية فيلادلفيا على المدينة نسبةً إلى القائد “بطليموس فيلادلفيوس” في نهاية القرن الثالث قبل الميلاد.
  • الخضوع لحكم الأنباط في نهايات فترة حكم البطالسة على المنطقة.
  • في مطلع القرن الأول الميلادي وصل الإحتلال الروماني إلى عمان، وترك بها العديد من الآثار.
  • تشييد الرومان للعديد من العمران والبنيان الفريدة من نوعها؛ إذ عرفت بضخامتها ودقتها ومتانتها.
  • وصول الفتوحات الإسلامية إلى المدينة، ففتحت على يد القائد المسلم يزيد بن أبي سفيان في فترة خلافة الصحابي أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-.
  • إقامة المساجد والقلاع في المدينة على يد الأمويين، كما أنشأوا دار سك النقود فيها.
  • بدء وصول الشركس إلى عمان في سنة 1876م، ثم الشيشان والأرمن.
  • اتخاذ المدينة عاصمة لإمارةِ شرق الأردن بعد الثورة العربية الكبرى.
  • اتخاذ المملكة الأردنية الهاشمية من مدينة عمان عاصمةً لها سنة 1946م.
  • توافد أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينين الى الأردن عامةً ومدينة عمان خاصةً بعد حربي 1948 و 1967 التي شنها الكيان الصهيوني ضد الأراضي الفلسطينية.

-السياحة في عمان

يفوح عبق التاريخ والأصالة والحداثةِ من مختلف أرجاء عمان الأردنية، حيث تفتح أبوابها لأعدادٍ غفيرة من السياح سنويًا، إذ تعد موطنًا ثريًا بجميع مقومات السياح؛ ففيها المناخ المعتدل، والآثار التاريخية والمعالم الطبيعية والسياحية والخدمات المختلفة، بالإضافة إلى احتضانها عددًا مختلفًا من أنواع السياحة؛ فهناك السياحة العلاجية والدينية والثقافية والترفيهية وغيرها، وتكشف المعلومات بأن الغالبية العظمى من زوار المدينة هم من أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية وأستراليا واليابان، كما يزورها العديد من أبناء دول الجوار وقارة أفريقيا، لذلك فإنها تعد واحدة من نقاط جذب السياحة في الأردن

معالم السياحة في عمان:

الآثار الرومانية

يعد جبل القلعة والمدرج الروماني خير مثالٍ على وجود الآثار الرومانية فيها، حيث تعتبر زيارتهما فرصة للاستمتاع بإطلالة بانورامية على عمان بأكملها من أعلى.

التسوق

يشغف الزوار بزيارةِ العديد من الأسواق القديمة الموجودة في منطقة “وسط البلد” في العاصمة الأردنية، ومن أهم هذه الأسواق: سوق البخارية، سوق السكر وغيرها.

المطاعم الشعبية

تشتهر عمان “وسط البلد” بوجود مجموعة من المطاعم القديمة التي تقدم وجباتٍ شعبية بما فيها شطائر الفلافل، حيث تعد رغبة لدى السياح بتجربتها من أعرق المطاعم الموجودة هناك، ويُذكر بأن جلالة الملك عبد الله الثاني -حفظه الله ورعاه- قد خاض هذه التجربة مع عائلته لتناول وجبة الفطور في إحدى المطاعم هناك.

معالم أخرى:
  • الحدائق، حدائق الملك الحسين، حديقة الأمير هاشم للطيور، حدائق الملك عبد الله، حدائق غمدان وغيرها.
  • معبد هرقل، معلم من أهم معالم جبل القلعة الروماني.
  • متحف الأردن، متحف تاريخي بالغ الأهمية يستعرض أهم أحداث التاريخ الأردني.
  • متحف السيارات الملكي الأردني، فرصة لمشاهدة كافة سيارات ومقتنيات الملك الحسين بن طلال -طيب الله ثراه-
  • بوليفارد العبدلي، مشروع حضاري يضع الزائر أمام عدد كبير من الخيارات ما بين خدمات وتسوق.
  • المدرج الروماني، معلم تاريخي عريق يرجع تاريخ تشييده إلى القرن الثاني الميلادي.
  • شارع الرينبو، من الشوارع الهامة التي يرغب السياح بزيارته نظرًا لانتشار المطاعم والمقاهي فيه.
  • متحف الآثار الأردني، من متاحف عمان العريقة التي تستعرض قطع تاريخية ذات علاقة بتاريخ الأردن.
  • متحف الأطفال، متحف متخصص بتنمية قدرات ومواهب الطفل ومهاراته من خلال فعاليات موجهة لهم.
  • المعرض الوطني الأردني للفنون الجميلة.
  • مركز زها الثقافي.
  • حدائق زهران القائمة ضمن حدودِ جبل القلعة، وتعتبر مناسبة لممارسة الرياضة.
  • حديقة بنك الإسكان، تقع هذه الحديقة في منطقة عبدون، تستقبل الأطفال وعائلاتهم.
  • حديقة صلاح الدين الموجودة في منطقة الدوار الرابع في جبل عمان.
  • حديقة ضاحية الحسين.
  • مركز هيا الثقافي.

شـاهد أيضاً..

تعرف على الأميرة هيا بنت الحسين

مقال مفصل عن السياحة في الأردن

تواريخ مهمة عن الأردن القديم والحديث