الإنسجام في العلاقة بين الرجل والمرأة أمر غاية في الأهمية لمسايرة العلاقة الزوجية بوئام وسكينة، وطالما أن الله – سبحانه وتعالى – جعل الرجل قوامًا على أهل بيته، فعليه دورٌ كبير، لا يمكن إغفاله، وتقصيره تجاه مسئولياته، وإدارته لزمام الأمر، يتبعه قصور محتوم في مجريات أموره الحياتية، نناقش معًا صفات في الرجل تزعج المرأة وتبدد مشاعر الحب الفياضة إلى لا مبالاة، وبغضٍ ذريع متأصل في نفسها.

صفات في الرجل تزعج المرأة

فيما يلي نتناول أبرز الصفات التي لا تقبلها الزوجة، وتحيل حبها كراهةً تجاه زوجها:

  • الإهمال

وإهمال الرجل يشمل مظاهر عدة:

  1. الإهمال الشخصي: فالكثير من الرجال يعتبر الإهتمام بالذات قصرًا على النساء، إلا أن الأمر سيان لدى الفتيات، فكما أن إختيار الفتيات يعتمد كثيرًا على إهتمام الرجل بذاته، والحرص على مظهرٍ مميزٍ، بدءًا من الرأس، وحتى القدم، فلا يقل ذلك في القيمة لدى المرأة، بل يزداد عقب الزواج.
  2. العاطفي: المرأة تظل بحاجة إلى الإهتمام العاطفي، والتعبير عن فيض المشاعر الكامنة تجاهها، فمعسول الكلام يزهر الفتاة، ويضفي مزيدًا من الإستقرار النفسي داخلها، ما يدفعها لإستكمال المسئوليات الملقاة على كاهلها بسعادة وأريحية عارمة.
  • الكذب

المرأة لا تقبل غياب المصداقية بينها وبين زوجها، فهذا الرباط الوثيق، الذي شرعه الله – جل علاه – لا يمكن أن يسير على الكذب، كما أن المرأة ذكية، ويمكنها إكتشاف كذب زوجها بكل سهولة، وحينما تكتشفه يصير الأمر أكثر تعقيدًا، ما يدفعها إلى الشك حيال كل أمرٍ يصارحها به.

  • البخل

من أكثر الصفات المتأصلة في نفس الرجل، والتي لا تطيقها المرأة هي البخل، سواء ماديًّا، أو شعوريًّا، وفي إطار مناقشة صفات في الرجل تزعج المرأة وتبدد مشاعر الحب، نتعرف على أنواع البخل، التي تهدد إستقرار الحياة الزوجية.

  • البخل المعنوي

فالبخل في المشاعر آفة تعاني منها الكثيرات من النساء، اللواتي يتزوجن رجالًا لديهم جفاف في التعبير عن حبهم لزواجتهم، ما يولد نتيجة من اثنتين:

  1. محاولة المرأة مرارًا وتكرارًا مع زوجها في ألا يهملها عاطفيًّا، إلى أن تمل، وتكل جهودها، وبالتالي، تفقد شغفها بهذا الزوج، وتشغل ذاتها بعيدًا عنه، وتجعله مهمشًا، بعد أن كان محور حياة.
  2. أما النتيجة الأخرى، فلا تلجأ إليها إلا النساء ذوات الإيمان الضعيف بالله – عز وجل – ما يدفعهن إلى البحث عن الحب، والإهتمام العاطفي في إطار غير مشروع، وبالتالي، إقتراف ذنوب لا حد لها.

وبالتالي، فبخل الرجل في المشاعر ليس كما يظنه الرجال سيطرة أو ما شبه، بل على العكس، إثم كبير، فبما أنه مسئول عن رعيته، وبما أن الله – سبحانه وتعالى – جعل هذا الرباط الذي إرتبط به الزوجان قدسيًّا، قائمًا على الرحمة، المودة، السكينة، هدفه عفة كلٍّ من الزوجين، فالتقصير فيه إثمٌ عظيم.

  • البخل المادي

البخيل والمقتر صفات في الرجل تزعج المرأة وتبدد مشاعر الحب، فعن البخل المادي فهو صفة ذميمة في نفس الزوج، فالزوجة يمكنها أن تقف مع زوجها في الأزمات، وتدعمه ماديًّا، ومعنويًّا، دونما كلٍّ، وبكل حبٍ، يمكنها أيضًا أن تساعد زوجها، وتعفيه من الإنفاق عليها، في سبيل أن يكونا معًا، ويحققا طموحاتهما سويًّا.

أما حينما ترى أن الزوج إعتبر هذا الأمر حقًّا مكتسبًا، أو أنه يمتنع عن الإنفاق عليها كما ينبغي، أو يقصر في ذلك، بأن يضيق عليها، حينها تفكر الزوجة ألف مرةٍ ومرة.

والبخل المادي قد تكتشفه الزوجة من بادئ عهدها بالزواج، وقد يمر وقت طويل حتى تتعرف على تأصل هذه الصفة الذميمة في نفس زوجها.

وكثيرًا ما نرى أن المقتر في الإنفاق، ومن لا ينزه أسرته، ولا يقضي حوائجهم، ولا يضمن إليهم رفاهية الحياة، على الرغم من أنه ميسور الحال.

كما نرى من يملى عليه بمبلغ بخس لأسرته، دونما أن يكفي أغراضهم الشخصية الأساسية، لن نقول رفاهيات أصلًا، على الرغم من تغير الموقف على النقيض تجاه طرفٍ آخر.

ولكن السؤال يطرح نفسه، ما السبب وراء سعيك هنا وهناك دون أن تضمن حياة كريمة لذويك؟ لماذا حينما تكون أنت المسئول عن الإنفاق تذيع هنا وهناك عن مدى إسرافك؟ عن المسئوليات التي لا تنتهي؟

أمر عجيب حقًا! لماذا لا تحكم عقلك؟ لماذا تسعى من الأساس؟ إذا كان الأمر لا يستدعي الإنفاق – كما ترى – إجلس إلى جانب أسرتك، وأنفق ما يكفي إحتياجاتكم بما ترى، ولا داعي إلى أن تقضي طيلة وقتك بعيدًا عنهم، لا أنت بعيد فضمنت حياةً كريمةً لهم، ولا أنت قريب فأغنيتهم بك!

إقرأ أيضًا: البخل والعلاقة الزوجية – داء خطير!

  • الإمعة

لا تقبل الزوجة زوجًا تابعًا، يكرر دون أن يفهم، يملى عليه ممن حوله، ليس صاحب قراراته، لا يملك ذمام أموره، وإنما ينساق إلى غيره ممن يشكلونه وفق إرادتهم، وهو لا حول له ولا قوة!

الأمر ليس محصورًا على زوج ( ابن أمه ) كما هو شائع فحسب، بل قد يتعدى إلى الإنقياد لأوامر الأب، الأخوة، وهكذا، على الرغم من أن من هذا ينم عن ضعفٍ متأصل في الشخصية، وفقدان الحزم في الحياة الأسرية، بل والإجتماعية.

هؤلاء الأشخاص من ضعاف النفوس يخلطون بين البر والخصوصية، وبالتالي، فهم أبعد ما يكونون عن السواء، أبعد ما يكونون عن أن يسمع لهم أمر، هم ورقة هشة تحرك كما يشاء الغير، فكيف لزوجةٍ أن ترضى بالإنقياد إلى ما دون زوجها؟!

بعض الأزواج يولي لوالدته مثلًا حقوق الزوجة، ويصر على أن يظل الإبن الصغير، الذي يعتمد على والدته كليًّا وجزئيًا، يأخذ مصروفه منها، وهو حر ماله، ويمنع منه أحق الناس به، وهم زوجته وأبنائه، وكثيرًا ما تصر الأمهات على ذلك، ولا تفكر لحظة أنها عاشت حياتها بحلوها ومرها، دون أن يكون لأحد سلطةً عليها، فكيف يقبل الزوج ذلك؟ أليس له عقل؟!

  • الخيانة

صفات في الرجل تزعج المرأة وتبدد مشاعر الحب منها الخيانة:

كثيرات هن من يثقن في أزواجهن ثقةً عمياء، يتحملن غيابهم، ويمثلن حصنًا حصينًا إلى أزواجهن وقت الغياب، لكنهن يفاجئن بكشف ستار أزواجهن، وما يخفونه عنهن من مهازل حياتية لا تطيقها المرأة، ولا تتطيق أن تناقش فيها من الأساس، وقتها ترحل فحسب.

الكثيرون يغتربون عن زوجاتهم للعمل، يقضون حياتهم كما لو كانوا في ملهى، ويتركون ضحايا لا ذنب لهن إلا أنهن قد وثقن في أزواجهن، وتحملن ما لا يطيقونه من أجلهم.

فثمة الخيانة الجسدية، ما نهى الله عنه من ألوان الشراب كإحتساء الخمور، ناهيك عن ألوانٍ شتى من الفجور الآثم صاحبه.

توالت شكاوى النساء في هذا الصدد، منهم من فوجئوا بصورٍ مؤسفة، ومحادثات غاية في الخذلان، جزاءً لمراعاتهم حقوق الزوجية للأسف!

  • غياب المسئولية والسند

الزوج الذي لا يتمكن من حمل مسئولية الذب عن زوجته تجاه الآخرين، سواء من أهله، أو غيرهم، لا يستحق ثقة زوجته، فالزوجة عرضه، كيف يقبل لها الإهانة ويقف يصفق؟ فالإهانة في حقها إهانة في عرضه هو – إن علم -.

لا نقول بأن يغضب الزوج الجميع من أجل زوجته، وإنما يحكم عقله، إن كان الموقف لا يحتمل إلا الحزم فليفعل، ويحسم الأمور، وإن كان الأمر هينًا فليرضي جميع الأطراف كل على حدة، دونما أن يظلم أحدًا.

سئل أعرابي، إختلف مع زوجته عن السبب، فما منه إلا أن قال: لا أتكلم عن عرضي، فلما إنفصل عنها، قال: لا أتكلم عن إمرأة خرجت من ذمتي.

فكيف للذكور أشباه الرجال اليوم يتحدثون عن زوجاتهم بالباطل؟ ويصدقون أنفسهم؟ ألا يخشون ربهم – جلَّ جلاله -؟! وكيف ينظر إليهم المجتمع؟

إقرأ أيضًا: أسباب هروب الزوج من تحمل المسؤولية تجاه بيته وأسرته؟

  • الإهانة

صفات في الرجل تزعج المرأة وتبدد مشاعر الحب منها الإهانة، فالمرأة لا تقبل الإهانة بأنواعها، قلت، أو زادت، لا تقبل التطاول بالأذى اللفظي، أو بالضرب، تزوجتها مدللةً، لا تهان، لا تضرب، لا تسب، فكيف لك أن تقبل بذلك؟! أهكذا يأمرك رب العباد – جل علاه -؟!

إقرأ أيضًا: رسالة للزوج الذي يهين زوجته

  • عدم الإعتراف بالخطأ

الكثيرون يتمادون في إقتراف الأخطاء في حق الزوجة، دونما إعتراف، أو أسفٍ، بل ويتمادون في رميهم بالباطل؛ كي يظهرون أنفسهم على حق، كثيرًا ما يحاول الزوج أن يوقع زوجته في فخٍّ، أو أن يشيع عنها ما ليس فيها، وما لم يتبادر عنها؛ لأنه لا يملك تبرير أخطائه من الأساس.

  • التهميش

المرأة لا تقبل أن تكون مهمشة، لا تعرف عن زوجها إلا ما يريده هو، وليس ما هو كائن، لا تقبل أن تكون مجرد أمةٍ إشتراها زوجها، لا حق لها في أي شيءـ الزواج علاقة شرعية، وميثاق غليظ، بين طرفين إثنين، زوج وزوجة، فإن وجد طرف ثالث، تدخل في خصوصياتهما، فلا إستقرار ولا ثقة من الأساس.

  • عدم الوفاء بالوعود

كثيرًا ما يوعد الزوج، ويخلف، وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق، فلا بد من توخي الحذر، وإلتزام المصداقية من البداية.

الزوجة التي لا ترد الإساءة في حقها، ليس ضعفًا منها، وإنما حفاظًا على ماء الوجه ليس إلا، تزوجتها معززةً مكرمةً، وطالما حلمت أن تظفر بها، فكن لها رجلًا، وتعامل بإنسانية قبل أس شيءٍ، لا مانع من حياةٍ وردية، في إطارٍ شرعه الله – عز وجل -.

إقرأ أيضًا: هل يهرب الرجل فعلاً من حبيبته عندما يحب من كل قلبه؟

صفات في الرجل تزعج المرأة وتبدد مشاعر الحب احذر منها؛ كي تنعم بحياة مستقرة، ترضي الله ورسوله.

شـاهد أيضًا..

متى يخاف الرجل من فقدان زوجته وخسارتها ؟! إليك الجواب