مع ازدهار الكثير من الأصول والأسهم بالسنوات القليلة الماضية، فقد يجد المستثمرون أنهم يمتلكون ورقة مالية واحدة أو ورقتين تمثلان جزء كبير من إجمالي محافظهم الاستثمارية. وربما قد حان الوقت للتفكير بطرق لتنويع محفظتك الاستثمارية بحيث لا تعتمد ثرواتك على ضعة استثمارات فحسب.

ما هو التنويع الاستثماري؟

إن التنويع الاستثماري هو عبارة عن وسيلة لإدارة مخاطر الاستثمار في محفظتك وذلك عبر الاستثمار بمجموعة متنوعة من فئات الأصول وعمل استثمارات مختلفة في فئات الأصول.

إن تنويع المحفظة الاستثمارية هو جزء لا يتجزأ من أي خطة استثمارية ناجحة حيثُ أن المستقبل غير مؤكد ولا يعرف أي شخص ما الذي سيحدث فيه لذلك فإنه من خلال تنويع المحفظة الاستثمارية ستكون قادر على تخفيف الصعود والهبوط الحتمي للاستثمار، وهو ماس يزيد من التزامك بخطتك الاستثمارية وتحقيق عوائد أعلى.

اليك بعض النصائح والإرشادات الهامة التي يجب عليك وضعها بالاعتبار عند تنويع محفظتك الاستثمارية.

1. إن الأمر لا يقتصر على الأسهم مقابل السندات فحسب

عندما يقوم معظم الاشخاص بالاستثمار في محفظة استثمارية مُتنوعة، فأغلب الظن أن يتخيلوا مزيج من السندات والأسهم. ولقد قام المستشارون الماليون باستخدام نسبة السندات إلي الاسهم في المحفظة الاستثمارية لقياس التنويع ولإدارة المخاطر. ولكن هذه الطريقة ليست الوحيدة التي ينبغي التفكير فيها بشأن التنويع.

يمكن أن تتعرض المحافظ الاستثمارية بمرور الوقت لفئات معينة من الأصول أو حتى لقطاعات ولصناعات محددة بداخل الاقتصاد. لذلك عليك أن تتأكد من القطاعات والصناعات التي قد تتعرض لها محفظتك الاستثمارية ويمكن أن تعتمد على تطبيق تداول  لمعرفة القطاعات المتنوعة المتوفرة للاستثمار. وإذا كان أحد القطاعات يشغل الكثير من محفظتك الاستثمارية، فحاول أن تقوم بتقليصه للحفاظ على التنويع الاستثماري في محفظتك.

2. قُم باستخدام صناديق المؤشرات لتعزيز تنوع محفظتك

إن صناديق المؤشرات تعتبر طريقة رائعة لتقوم ببناء محفظة استثمارية متنوعة بتكلفة مُنخفضة. شراء الصناديق الاستثمارية المتداولة أو شراء الصناديق المشتركة التي تتبع مؤشرات واسعة يعتبر أسهل جداً من محاولة عمل محفظة استثمارية من الصفر والقيام بمراقبة الصناعات والشركات التي تتعرض لها المحفظة.

أما إذا كنت مهتمًا باتباع اسلوب عملي أكثر، فيمكنك استخدام أموال المؤشرات حتى تقوم بإضافة الانكشاف لصناعات أو لقطاعات مُعينة قد تعاني من نقص في محفظتك. يمُكن أن تكون تلك الصناديق أكثر كُلفة من الصناديق التي تقوم بتعقب المؤشرات الشائعة، ولكن ضع باعتبارك أنه إذا كنت تهتم باتباع نهج أكثر نشاط لإدارة محفظتك الاستثمارية، فيمكن لهذه الطريقة أن تصبح طريقة سريعة للغاية حتى تقوم بالتعرض لقطاعات مُعينة.

3. لا تنس الجزء النقدي

في أغلب الأحيان يتم التغاضي عن الجزء النقدي أثناء بناء المحفظة الاستثمارية، ولكن ذلك يأتي بفوائد مُعينة. بالرغم من أنه من المؤكد أن النقود سوف تفقد قيمتها بمرور الزمن بسبب التضخم، لكنها يمكنها توفير الحماية بحالة بيع السوق. بالنظر إلي مقدار النقد الموجود بمحفظتك وكذلك الاستثمارات الأخرى التي تقوم بامتلاكها، فإن النقد يمكن أن يساعدك في تقليل انخفاض محفظتك خلال فترة الانكماش الاقتصادي.

أيضاً إن النقد يعطي حامليه حرية الاختيار. يعني هذا أن القيمة النقدية ليست بالاحتفاظ بالنقد ذاته، بل تأتي هذه القيمة من الخيارات التي يمنحك إياها النقد حينما تختلف البيئة المستقبلية عن البيئة الاستثمارية الحالية. معظم الأشخاص يميلون إلى التفكير بالفرص الاستثمارية المتاحة لهم في الوقت الحالي وتجاهُل ما قد يكون متاح بالمستقبل. ولكن حينما تحتفظ ببعض النقد في محفظتك الاستثمارية، سوف تكون بوضع جيد للاستفادة من أي صفقات استثمارية مستقبلية يمكن القيام بها حينما يأتي الانكماش التالي بالسوق.

4. أموال التاريخ المستهدف يمكنها أن تسهل الأمور

هناك طريقة أخرى لتحافظ على محفظة استثمارية متنوعة الا وهي، من خلال الاستثمار بصناديق الاستثمار المشتركة ذات الموعد المُحدد. حيثُ تسمح لك تلك الأموال باختيار تاريخ مستقبلي كهدف استثماري، وغالبًا ما يكون سن التقاعد. وعندما تكون بعيدًا عن وقت ذلك الهدف، فإن الصندوق يقوم بالاستثمار في الأصول ذات المخاطر المرتفعة مثل الأسهم ثم يقوم بتوجيه المحفظة نحو أصول أكثر أمان كالسندات أو النقود كلما اقتربت من وقت هدفك. يمكن أن يكون هذا الاستثمار رائع للأشخاص الذين يفضلون اسلوب “ضعها وانساها”.

5. قُم بإعادة التوازن حتى تظل على المسار الصحيح

إن حجم الممتلكات بمحفظتك سوف يتغير بمرور الوقت بناً على كيفية أدائك الاستثماري. سوف تصبح الاستثمارات ذات الأداء الأقوى ذات نسبة مئوية أكبر من إجمالي محفظتك، بينما سوف تشهد الاستثمارات الأسوأ أداء انخفاض في نسبتهم. ومن أجل الحفاظ على محفظتك متنوعة، فمن الجيد إعادة موازنة محفظتك من حين لآخر بالنسبة المناسبة لكل استثمار. قد لا تحتاج للقيام بذلك في الكثير من الأحيان، ولكن يجب عليك أن تقوم بالتحقق منها على الأقل مرتين بالسنة.

6. فكر في الاستثمارات العالمية

مع تواجد الكثير من خيارات الاستثمارات المختلفة المتاحة بدولتك، ربما قد تنسي بقية العالم. ولكن توجد فرص جذابة في الاقتصاد العالمي بشكل متزايد. لذلك إذا كانت محفظتك الاستثمارية تركز على بلدك، فربما يكون من المفيد أن تنظر في الأموال التي تقوم بالتركيز على أوروبا أو الأسواق الناشئة.

الخلاصة

إن تنويع المحفظة الاستثمارية يتعلق في نهاية الأمر بوجود مُستقبل غير مؤكد واتخاذك لخطوات متعددة الهدف منها حماية نفسك من عدم اليقين هذا. ويمكن أن يقوم اجرائك لمراجعة استمارات محفظتك وتنويعها بضع مرات في كل عام بالحفاظ على خطتك طويلة الأجل في مسارها الصحيح لكي تتأكد من عدم ربط أهدافك الاستثمارية باستثمار أو استثمارين فقط.