لا شك أن أبناءنا يستحقون منَّا كل عناية، سواء على المستوى التربوي، التعليمي، الثقافي، الاجتماعي، نخصص موضوعنا حول استراتيجية تعزيز ذكاء الطفل وتحقيق عبقريته، حيث نكشف إليك السر وراء أطفال أسوياء، أذكياء، موهوبين.

تعزيز ذكاء الطفل

لكل طفل معدل من العبقرية يتباين عمن سواه من الأطفال، فغالبًا ما تكون العبقرية متأصلةً في نفس الإنسان منذ صغره، إلا أنه يمكن توارث عادات تنموية من شأنها تهيئة الأطفال لمزيد من الذكاء والمهارات الذهنية المتفردة.

خلال هذا الموضوع نورد إليك سبلًا لتحقيق العبقرية الذهنية لدى طفلك، احرص على تطبيقها بكل حب ورعاية.

فلا يتطلب الأمر سوى اهتمامًا منير الركائز، حتى يشع نور ذاك الصغير ساطعًا في كل الأرجاء من حوله، إليك أهم الركائز والأسرار:

الخطأ للتعلم لا للتعنيف

مَنْ منَّا لا يخطئ؟ لا شك أن الخطأ نسبي من شخص إلى آخر، إلا أن مؤداه الحقيقي يتمثل في التعلم منه، وعدم السماح بتكراره ثانيةً.

فما بالك بذاك الصغير؟! فها هو عهده الأول بالحياة، مذ نعومة أظافره وهو يحاول جاهدًا استكشاف البيئة التي يحيا بها.

فالأولى هنا التوجيه، وتعلم الأطفال مما يقترفون من أخطاء، مع إلمامهم بأسس التفريق بين ما هو صحيح وما هو خطأ، واتباع الأول واجتناب الثاني.

مع المحاولة الجادة في البعد كل البعد عن التعنيف فهو أساس لكبت المهارات لا تطلعها، وباب لكل ما هو سلبي لاحقًا.

التنويع الواعي لأنماط المهارات

يلزمك أن تنوع المهارات التي تعلمها لطفلك، ما بين التلوين تارة، ممارسة الرياضة، التنزه، اللعب… وهلم جرا من الأنماط المهارية البناءة.

مع الحرص على أن تكون تلك المهارات ذات قيمة تستحق الإشادة فعلًا، يتمكن صغيرك من خلالها من تنمية مهاراته، واكتساب أنشطة جديدة تنشط ذكاءه، وتحفز ذهنه نحو التطلع والابتكار.

نؤكد جديًا على ذاك الأمر؛ لأن البعض يخطأ أخطاءً فادحة، وبدلًا من أن يثري عقل طفله بما يفيده، يمده بالكثير من المعلومات المجردة، التي لا يعلم ذاك الصغير لماذا يتعلمها، وكيف يمكنه توظيفها من الأساس!

إقرأ أيضًا: أجمل أسئلة ذكاء للأطفال وأجوبتها مفيدة جدًا

انتقاء مكان التعلم بعناية

ليس الأمر حصرًا على مجرد دخول صغيرك إلى أية مدرسةٍ والسلام، فاختيار المدرسة التي تتناسب مع طفلك له أسمى دور في تهيئته الذاتية والذهنية لما تصبو إليه.

من المهم السعي لأن تدخله مدرسة ملهمة، لا سيما في الأعوام الأولى التي تعد أساسًا وبناءً لكل ما يلحق بها.

على أن يكون الاختيار مبنيًّا على بيئة طلابية منتقاة أخلاقيًا، سلوكيًّا، علميًّا، تربويًا، الأنشطة المقدمة.

من المهم كذلك مشاركة الطفل بعض الحصص، ومتابعة مستواه التحصيلي.

تخصيص مكان ترفيهي

من حق طفلك أن يتم تخصيص مكان خاص به في المنزل، كغرفة واسعة إن أمكن ذلك، كل ما عليك فعله هو تفريغ هذه الغرفة من أي أثاث نهائيًا.

على أن يتم فرشها بالفايبر أو الاسفنج؛ خشية وقوعه أو اصطدامه وتأذيه، فلنعتبر أن هذه الغرفة عالمه الخاص، ترى ما ينبغي أن تحتوي عليه من أغراض؟

كل ما يهم طفلك من ألعاب، مفضلاته التي يلهي بها وقته، ألوانه، رسوماته، كل أغراضه الخاصة باللهو واللعب.

لكن لا بد من الانتباه إلى تعويد طفلك على اللعب كما يحلو له، إلا أنه في الأخير عليه تنظيف غرفته، وجمع أغراضه وترتيبها، وعدم تركها تضج بالفوضى.

كيفية رفع مستوى ذكاء الطفل

  • الحرص على مناقشة طفلك بالأحداث الناشبة، مع تشجيعه على الإفصاح عن وجة نظره.
  • يمكن أن تستمعا سويًّا إلى فيلم أو مسلسل هادف للأطفال على سبيل المثال، مع التوقف عن متابعة المشاهدة قبل انتهائه، الآن يسأل الطفل عن الأسباب التي أدت إلى ذلك، الحلول، تخمين النهاية، ومن ثم متابعة النهاية.
  • للحكايات دور مهم على أن تكون مشوقة الأحداث، مفيدة الثمار.
  • التحاور البناء وتمكينه من التعبير عن رغباته التي يحبها ويتطلع إليها، وما لا يحبه، مع التوجيه الإرشادي السليم.
  • لا بد أن تولي المسئولية إلى صغيرك بعض الوقت، كأن تطلبي أن ينسق موعدًا يستضيف فيه رفاقه، والمساعدة في التخطيط لاستقبالهم.
  • من المهم أيضًا أن يتحمل الطفل بعض المسئولية، لا سيما للبنين، فيعملون في الإجازة في أي عملٍ ولو بسيط؛ للتعود على تحمل المسئولية.
  • عدم التمنع عن إجابة أسئلته التي لا تكل، وإن كانت محرجة لا تتكافأ مع عمره فالأولى تخطيها بحنكة، وفي أسوء الظروف إجابته إجابة علمية موجزة من دون تشتيت.
  • الموازنة بين الأشياء، كطلب إبداء الرأي في طفل مرتب ونظيف، وآخر مهمل ومتسخ.
  • التشجيع حيال أفعاله الإيجابية، وأفكاره الوليدة من دون إحباط، وحتى إن لم تكن مجدية فإمكانك التعديل عليها بذكاء على أن يكون هو صاحب الفكرة.
  • الحرص على تقديم الوجبات الصحية المتكاملة.

إقرأ أيضًا: خصائص مرحلة المراهقة ودور التربية في تخطيها بأمان

إلى هنا نكون قد أوضحنا استراتيجية تعزيز ذكاء الطفل وتحقيق عبقريته، عسى أن تظفروا بأبناء عباقرة، يحملون النور بين أيديهم، ويحيلون الظلمة الحالكة إلى ضياء ساطع.

شـاهد أيضًا..

دور الأم في تربية الأبناء – ما بين الخدمة والتربية المنهجية