دع المقادير تجري في أعنتها من القائل، يمر الإنسان خلال حياته بالعديد من المحطات والمنعطفات التي تتفاوت في تأثيرها، فقد تكون ذات تأثير إيجابي على حياته، وقد تؤثر بشكل سلبي، فحياة الإنسان لا تسير وفق وتيرة واحدة، فلا يسلم شخص من مصائب الحياة ومكائدها، ولكن عليه الصبر والتحمل وذلك نابع من إيمانه المطلق بقضاء الله وقدره، في هذا السياق صاغ أحد الشعراء أبيات من القصيد تحمل معنى مشابه، لذلك نقدم لكم دع المقادير تجري في أعنتها من القائل.

دع المقادير تجري في أعنتها من القائل

تتميز اللغة العربية بالفصاحة وجزالة الألفاظ، لذلك فقد جادت بعدد كبير من الشعراء على مر الأزمنة والعصور، وقد خلّفوا إرثاً شعرياً ضخماً تناقلته الأجيال، يتناول مواضيع شتى، ويعبر عن أنواع مختلفة من الشعر والأدب العربي، هنا نقدم لكم دع المقادير تجري في أعنتها من القائل :

  • إن قائل هذه الأبيات الشعرية هو : الشاعر “مسفر بن مهلهل الينبغي”.
  • فقد كتب أبيات من القصيد، هي على النحو التالي :
  • “دع المقاديرَ تجري في أعَنّتها
    ولا تبيتنّ إلا خاليَ البالِ
  • ما بين غَمضةِ عَين وانتباهتها
    يغيّر الله من حالٍ إلى حالِ”.

شاهد أيضامن القائل أنا آتيك به قبل أن تقوم

ما معنى أعنتها

إن معنى دع المقادير تجري في أعنتها يشير إلى ترك الأمور على سجيتها وطبيعتها، أي أخذت الأمور مجراها الطبيعي وسيرها العادي، أو بمعنى آخر اترك الأمر لله ودع المقادير تسير وفق ما قدرت لها.

وقد أكثر الشعراء من التنويع على البيتين السابقين اللذين أصبحا ملكًا عامًا، وذلك إما بتغيير القافية أو بتخميس الشعر، ومن الأمثلة على تغيير القافية قول الشاعر عبد الله الصيرفي :

  • ودَعْ أمورك تجري في أعنتها
    وظُنّ خيرًا ولا تسأل عن الخَبَرِ
    ما بين غمضة عين وانتباهتها
    يغير الله من عسر إلى يُسُرِ.
  • كذلك قول الشاعر المصري صالح مجدي في إحدى قصائده :
  • وهو الذي إن يشا يذهب بقدرته
    ينقّل الدهر من حال إلى حال.
    دع المقادير تجري في أعنتها
    ولا تكن يائسا من نيل آمال.

حكم قول دع المقادير تجري في أعنتها

بعدما تعرفنا على دع المقادير تجري في أعنتها من القائل، يتساءل البعض حول صحة هذا القول وتوافقه مع الشريعة الإسلامية وأركان الإيمان، في هذا السياق نوضح لكم حكم قول دع المقادير تجري في أعنتها :

  • إن قول هذه العبارة من ناحية الاستدلال بها على الإيمان بالقدر هو أمر صحيح.
  • فالإنسان لن يصيبه إلا ما قدّر الله تعالى له، وما كتب الله عليه.
  • وذلك استناداً لقول الله تعالى : “مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ” {الحديد: 22 ـ 23 }.
  • ولكن لا يصح فهم ذلك على أنه لا يوجب اتخاذ الأسباب، نظراً لكون اتخاذ الأسباب أمر مطلوب شرعاً.

من هو مسفر بن مهلهل الينبغي

لقد برز الكثير من الشعراء والأدباء في الوطن العربي، وتحديداً في شبه الجزيرة العربية على مر العصور، فقد كانت موطناً ومهداً للشعر والأدب والفصاحة، وبرز ذلك في القصائد الشعرية التي تم تدوينها في أزمنة متفاوتة، في هذا السياق يتساءل البعض حول من هو مسفر بن مهلهل الينبغي :

  • لم ترد أي معلومات في كتب الشعر القديمة عن مسفر بن مهلهل الينبغي.
  • كل ما يتم تداوله عن هذا الشاعر أنه كاتب قصيدة دع المقادير.
  • وقد حققت هذه الأبيات الشعرية شهرة واسعة النطاق.
  • ليس ذلك فحسب بل كتب الكثير من الشعراء أبيات وقصائد على ذات النمط، ولكن مع تغيير في القافية بعض الشيء.

دع المقادير تجري في أعنتها من القائل، يعتبر الشاعر مسفر بن مهلهل الينبغي كاتب هذه الابيات الشعرية، وذلك في عصور قديمة.