يتجلى التحدي الأكبر للباحثين في علم الأحياء في معرفة أكبر كم ممكن من البيانات، فضلًا عن معرفة أسرار الكائنات الحية، وطبيعتها المعيشية، ومن ثمَّ ظهر مجال المعلوماتية الحيوية المجال العلمي المتفرد، الذي نشأ كنتيجة حتمية لتواجد الفروق الملموسة بين فهم البيانات البيولوجية، وبين تواجدها؛ لكي يعمل على تقليل تلك الفروق الواضحة.

مجال المعلوماتية الحيوية

يعتبر من أهم المجالات التي نحتاج إليها في حياتنا، ويكثر الطلب عليها بشكلٍ دائم، وهو مجال يمزج بين البيانات الحيوية بأنواعها، وعلوم الحاسب المستحدثة، حيث تعتمد طريقة التعامل مع المعلومات الحيوية على استخدام أكثر تقنيات الحاسب تطورًا؛ للإستفادة منها بمعلومات مثمرة، ويختص مجال المعلومات الحيوية بمعرفة، وتحليل البيانات الحيوية عقب فهمها جيدًا، بواسطة عمل برمجيات، وبرامج رياضية متخصصة؛ للوصول إلى حل المشكلات البيولوجية.

متطلبات دراسة مجال المعلومات الحيوية

لكي تتمكن من دراسة المعلوماتية الحيوية ينبغي بادئ ذي بدء أن تكون على دراية ببعض العلوم، منها:

  1. لغات البرمجة: حيث أن هذا المجال يتطلب لغات برمجة محددة.
  2. العلوم الأساسية للحاسب.
  3. المعلومات التكنولوجية.
  4. علم الوراثة والأحياء.

أهم لغات البرمجة الأساسية والفرعية اللازمة في مجال المعلوماتية الحيوية

تعتبر البرمجة من أهم ركائز مجال المعلومات الحيوية؛ لذا ينبغي أن يجيد الراغب في إرتياد هذا المجال، وتعلم مشتملاته، بعض لغات البرمجة، ومن أهمها:

  • لغة “Bash”.
  • لغة “R”.
  • لغة البايثون “Python”.

وتعرف هذه اللغات البرمجية باللغات الأساسية في مجال المعلومات الحيوية، التي يجب أن يلم بها من يريد تعلم هذا المجال، وثمة أيضًا بعض اللغات الفرعية، التي من الممكن معرفتها، والتزود بها، عقب تعلم اللغات الأساسية، وتتمثل اللغات الفرعية فيما يلي:

لغة “Perl”

من اللغات التي يتداول إستخدامها بشكلٍ مستمر، إلا أن مهامه تتشابه مع لغة “البايثون”، التي تساعد المبتدئين في مجال البرمجة؛ نظرًا لسهولتها.

لغة  “g C++C”

تعتبر لغة  “++C” من اللغات الصعبة، التي تستغرق وقتًا طويلًا في تعلمها؛ لهذا السبب يجب على من يرغب في تعلم مجال المعلوماتية الحيوية أن يلم بلغة “البايثون” بشكل جيد أولًا، قبل أن يبدأ في دراسة “C++”.

لغتا “PHP” و”الجافاسكريبت”

من أكفأ لغات البرمجة، التي تمكن الشخص من إنشاء برامج الويب، إلا أنه في بداية إرتياد المجال، لا يتوجب إنشاء تطبيق ويب، وإنما ينبغي إتقان لغتي “R” و “البايثون”؛ لإنجاز الأعمال المهمة، والتدرب عليها جيدًا.

المهارات الواجب تعلمها للنجاح في مجال المعلومات الحيوية

لا بد من الإلمام بالعديد من المهارات؛ لضمان تحقيق النجاح في هذا المجال، منها:

  • إتقان العمل في البرمجيات الخاصة للتعامل مع الجزيئات البيولوجية، ومعرفة تحليل المعطيات.
  • معرفة بيولوجيا الجزيئات.
  • معرفة لغات البرمجة سابقة الذكر.
  • معرفة إدارة البيانات، واختيار أحسنها من الأكثر استخدامًا؛ للتمكن من تحصيل المعطيات الحيوية، وكيفية تحليلها؛ للحصول على المعلومات من خلال مصادر مجانية.
  • التدرب بإستخدام نظم التشغيل مجانية المصدر؛ لأن المنتشر هذه الفترة التعامل بالبرمجيات الحرة في مجال المعلوماتية الحيوية بسبب قوتها، ووجود الأدوات البرمجية بها.

أهداف مجال المعلومات الحيوية

من أهم أهداف المعلومات الحيوية فهم الخلية البيولوجية بطريقة جيدة، وكيفية عملها بشكل جزئي، عن طريق معرفة التتابع الجزيئي الهيكلي للبيانات، إذ تتمكن الدراسات المعلوماتية من إعطاء آراء حديثة، وتتيح منظور عالمي للخلية الحية؛ بسبب فهم الخلية بشكل جيد، وعند تحليل البيانات نجد التتابع في النهاية؛ بسبب تدفق المعلومات الوراثية في النهاية، وهي العقيدة المركزية الموجودة في علم الأحياء، التي تنتج الحمض الريبي بواسطة الحمض النووي، الذي يترجم بورها إلى بروتينات، وبهذا تتم كافة وظائف الخلية الحية، بواسطة البروتينات التي تقاس قدرتها بنهاية تتابعها.

أهمية مجال المعلومات الحيوية

يعد المجال من أكثر المجالات إزدهارًا، ويوجد لها العديد من التطبيقات، التي أحدثت فرقًا في الاكتشافات العلاجية، والطبية، ومجال البحث العلمي، ومن أمثلة هذه التطبيقات:

  • تطبيقات مجال الطب الشخصي “Personal medicine”.
  • صنع الدواء وإكتشافه “Drug design and discovery”.
  • تطبيقات مجال العلاج الجيني “Gene therapy”.

والعديد من التطبيقات الأخرى التي تساهم المعلوماتية الحيوية في تطورها.

هل يمكن دراسة المعلومات الحيوية بشكل ذاتي؟

ينصح بالدراسة في إحدى الجامعات المسئولة عن مجال المعلوماتية الحيوية، لمن يرغب في تعلم هذا المجال بصورة أساسية، والعمل فيه، سواء خارج البلاد، أو داخلها، كما توجد جامعات ضخمة من الخارج تتيح برنامجًا دراسيًّا عن هذا المجال عبر الإنترنت؛ لكي تمكن الطلاب حول العالم من الدراسة، حيث يتم الدفع بأي الطرق المتاحة، وبعدها يتم إعطاء البرنامج الدراسي بطريقة أكاديمية، كما تتيح منح الشهادة الجامعية، ولكن من يريد تعلم أساسيات المجال ذاتيًا، فبإمكانه جمع المعلومات عبر الإنترنت أولًا؛ لكي يوفر الجهد، المال، الوقت، ومن ثم يتمكن من التعرف على أساسيات المجال، ويتوسع فيه كيفما يشاء فيما بعد.

بهذا نكون قد عرضنا أهم المعلومات المتعلقة بمجال المعلوماتية الحيوية بشيءٍ من التفصيل، عسى أن تعم الفائدة.