الفعل المضارع المعتل الآخر والفرق بينه وبين الفعل الصحيح، يعتبر الفعل أحد أقسام الكلام في اللغة العربية، حيث أنه كلمة دالة على حدث له ارتباط بزمن محدد، وقد تم تقسيم الفعل وفق الزمن إلى ثلاثة أقسام هي : الماضي، والمضارع، والأمر، كما يمكن تقسيم الفعل على أُسس أخرى كاللزوم والتعدي أي وفق إمكانية التعدي إلى مفعول به أم لا، لذلك ينقسم إلى فعل لازم وآخر منعدي، كما يمكن أن ينقسم الفعل إلى صحيح ومعتل حسب الصحة والاعتلال.

تعريف الفعل المعتل وما هي أنواعه

إن الفعل المعتل هو كل فعل يتضمن حرف من حروف العلة ضمن حروفه الأصلية، أو بصورة أخرى هو كل فعل اشتملت جذوره على حرف من حروف العلة (الألف والواو والياء) على سبيل المثال كل من الفعل : وقع، قال، بقي.

أما أنواع الفعل المعتل، فإنه ينقسم إلى أربعة أنواع  حسب موقع حرف العلة في جذر الفعل وأصله ما إن كان في الأول أو المنتصف أو الآخر، وهي على النحو التالي:

  • أولاً : الفعل المعتل المثال: وهو  الفعل المعتل الذي يكون حرفه الأول معتل بالواو أو الياء فقط.
    من الأمثلة على المعتل المثال الأفعال التالية : وجد، وقع، يبس، وسع.
  • ثانياً : الفعل المعتل الأجوف: وهو الذي يأتي حرف العلة ثاني حرف في الفعل أو في منتصفه.
    من الأمثلة على المعتل الأجوف كل فعل مما يلي : قال، نام، باع، صام.
  • ثالثاً :الفعل المعتل الناقص: هو الفعل الذي يكون حرفه الأخير أحد حروف العلة.
    مثال على المعتل الناقص كل فعل فيما يلي: دعا، رمى، شكى، سعى.
  • رابعاً : الفعل المعتل اللفيف:  هو فعل اجتمع فيه حرفا علة إما متتاليين أو متفرقين، وينقسم إلى نوعين:
    – فعل لفيف مقرون: ما كان فيه حرفي علة  متتاليين دون أن يفرق بينهما حرف صحيح مثال: شوى، لوى، أوى، كوى.
    – فعل لفيف مفروق: ما كان فيه حرفي علة ولكن فرق بينهما حرف صحيح، بحيث يأتي أحدهما فاء الفعل والآخر لام الفعل مثال ذلك : وقى، وشى، وخى، وصّى.

تعريف الفعل الصحيح وما هي أنواعه

يكون الفعل الصحيح أحد أقسام الفعل من حيث الصحة والاعتلال، حيث أن الفعل الصحيح هو ما خلت حروفه الأصلية من أي حرف من أحرف العلة وهي كل من حرف الألف، وحرف الياء، وحرف الواو، ويمكن تعريفه بصيغة أخرى هو ما خلت جذوره من حروف العلة، من الأمثلة على الفعل الصحيح :جلس وكتب ورفع

أما عن أنواع الفعل الصحيح فيمكن أن تنقسم إلى ثلاثة أنواع، وذلك حسب الهمزة والتضعيف، ويمكن تصنيفها على النحو التالي :

  • أولاً : الفعل الصحيح السالم: وهو كل فعل خلت حروفه الأصلية من الهمزة أو التضعيف،وكذلك من حروف العلة.
    مثال على الصحيح السالم: جلس، دَرس، شرب، كتب، سمع.
  • ثانياً: الفعل الصحيح المهموز: وهو كل فعل خلت جذوره من حروف العلة، ولكن اشتملت أصوله على حرف الهمزة سواء جاءت في أول الفعل أو منتصفه أو نهايته.
    مثال على الصحيح المهموز: أخذ، أكل، سأل، دأب، ملأ، لجأ، قرأ.
  • ثالثاً :الفعل الصحيح المضعف: وينقسم إلى نوعين:
    الفعل المضعف الثلاثي: وهو الفعل الذي تكون عينه ولامه نفس الحرف، بحيث تم دمجهما معاً وأصبحا حرفاً واحداً مشدداً، مثال: شدّ، مدّ، سدّ.
    الفعل المضعف الرباعي: وهو الفعل الذي يكون أول وثالث حرف من جنس واحد، وثاني ورابع حرف من جنس واحد. مثال: زلزل، وسوس، شقشق، هَدهَد.

الفعل المضارع المعتل الآخر

عندما يأتي حرف العلة في لام الفعل، بحيث يكون آخر حرف في الفعل يكون معتل الآخر، ولكن عندما يكون في الزمن المضارع يُطلق عليه الفعل المضارع المعتل الآخر، إليكم معلومات حوله :

  • ينبغي الإشارة إلى أن حروف العلة هي ثلاثة حروف : الواو، الياء، الألف.
  • حالة رفع الفعل المضارع المعتل الآخر هي الضمة المقدرة سواء كان معتل بالألف أو بالواو أو بالياء.
  • أما حالة النصب تكون الفتحة المقدرة إذ كان معتل بالألف أو بالواو بينما إن كان معتل بالياء ينصب بالفتحة الظاهرة.
  • حالة الجزم للفعل المضارع الذي يكون آخره حرف علة هي : مجزوم بحذف حرف العلة، ويُستعاض عنها بحركة على الحرف الذي يسبقه تكون من جنس حرف العلة.

ما هي علامة رفع الفعل المضارع معتل الآخر

إن علامة رفع الفعل المضارع الأصلية هي الضمة، وقد يُرفع بثبوت النون عندما يكون من الأفعال الخمسة، ولكن الضمة قد تكون ظاهرة أحياناً عندما تأتي على حرف صحيح، وقد تكون مقدرة منع من ظهورها الثقل أو التعذر عندما تأتي على أحد حروف العلة في آخر الفعل، تكون علامة رفع الفعل المضارع معتل الآخر على النحو التالي :

  • أولاً : الفعل المضارع معتل الآخر بالألف : تكون علامة رفعه هي الضمة المقدرة،.
    مثال ذلك : يسعى المجتهد إلى التفوق.
  • إعراب الفعل يسعى: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف.
  • ثانيًا: الفعل المضارع معتل الآخر بالواو: يُرفع بالضمة المقدرة على الواو.
    مثال ذلك : يدعو المؤمن ربه.
  • إعراب الفعل يدعو: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الواو.
  • ثالثًا: الفعل المضارع معتل الآخر بالياء: يُرفع بالضمة المقدرة على الياء.
    مثال ذلك : يروي الفلاح الزرع.
  • إعراب الفعل يروي : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء.

أمثلة على الفعل المعتل الناقص

إن الفعل المعتل الناقص هو الفعل الذي يكون آخره حرف من الحروف العلة وهي : الألف، الياء، الواو، كما يمكن تعريفه على أنه : كل فعل كان آخره ألفًا منقلبة عن أصل (واوي أو يائي)، إليكم أمثلة على الفعل المعتل الناقص :

  • دَعَا : دعا المؤمن ربه.
  • رَمَى : رمى اللاعب الكرة في السلة.
  • سعى : سعى الحاج بين الصفا والمروة.
  • سما : سما المسلم بأخلاقه.
  • برى : برى الطالب القلم.
  • كسا : كسا الرجل أبناءه ثياباً.
  • رجا : رجا المؤمن ربه سعة الرزق.
  • علا : عَلا الرجل بجده واجتهاده.
  • سرى : سرى النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.
  • بنى : بنى العمال البيت.
  • مشى : مشى الرياضي عدة كيلو مترات.
  • دنا : دنا المجتهد من تحقيق أهدافه.

الفرق بين الفعل المضارع المعتل والصحيح

توجد فروق بين كل من الفعل المضارع المعتل والصحيح وذلك حسب احتواء جذور الفعل وأصوله على أحد حروف العلة أو أكثر من عدم احتوائه عليه، إليكم الفرق بينهما من خلال الجدول التالي :

 وجه المقارنة الفعل المضارع المعتل الفعل المضارع الصحيح
 التعريفما اشتملت جذوره على حرف من حروف العلة. ما كانت جذوره وحروفه الأصلية خالية من أي حرف علة.
 الأنواع
  • معتل مثال.
  • أو معتل أجوف.
  • معتل ناقص.
  • وكذلك معتل لفيف إما مقرون أو مفروق.
  • صحيح سالم.
  • أو مهموز.
  • وكذلك مضعف بنوعيه ثلاثي أو رباعي.
 أمثلة عليهكوى، نوى، وعى، يئس، وعد، نما، وجد، سعى.كتب، أخذ، أكل، شرب، سدّ، هدّ، شقشق، زلزل.

جزم الفعل المضارع المعتل الآخر

إن الفعل المضارع يكون مجزوم عندما يأتي قبل أحد حروف وأدوات الجزم وهي : لم، لام الأمر، لا الناهية وغيرها، وعندما يكون الفعل المضارع صحيح فإنه يكون مجزوم وعلامة جزمه السكون، لكن ما هي علامة جزم الفعل المضارع المعتل الآخر، أي عندما يكون آخره حرف علة، نوضح لكم ذلك فيما يلي :

  • إن علامة جزم الفعل المضارع المعتل الآخر هي : حذف حرف العلة.
  • ولكن لابد من الإشارة إلى أنه يوجد حرف محذوف، ويكون ذلك من خلال الاستعاضة عنه بإحدى الحركات الأصلية بشرط أن تكون مناسبة معه.
  • عند حذف حرف العلة الألف نضع على الحرف الذي يسبقه فتحة مثال ذلك : لم يشقَ المُجد في حياته.
  • أما عندما نقوم بحذف حرف الياء من آخر الفعل المجزوم لابد أن نضع على الحرف السابق لها كسرة مثال ذلك : لا تقضِ إلا بالحق.
  • لكن حذف حرف الواو من الفعل المعتل الآخر يوجب وضع الضمة على الحرف الذي قبله، ومن أمثلة ذلك قول الشاعر : لا ترجُ السماحة من بخيل فما في النار للظمآن ماء.
  • الإعراب في حالة جزم الفعل المضارع المعتل الآخر تكون : فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة.

علامة نصب الفعل المضارع المعتل الآخر

عندما تدخل أدوات النصب وحروفها على الفعل المضارع يصبح منصوباً، في حالة الفعل المضارع الصحيح تكون العلامة الإعرابية هي الفتحة كونها علامة النصب الأصلية في اللغة العربية، أما عندما يكون الفعل المضارع المعتل الآخر نوضح ذلك فيما يلي :

  • علامة نصب الفعل المضارع المعتل الآخر هي : الفتحة المقدرة على الألف، والفتحة الظاهرة على الواو أو الياء.
  • إن حروف النصب التي تدخل على الفعل المضارع هي : أن، لن، كي، حتى.
  • عندما يسبق أي حرف نصب فعل مضارع يصبح منصوب بغض النظر عن الحركة الإعرابية له.
  • إذا كان الفعل المضارع المعتل الآخر معتلاً بحرف الألف يكون منصوب بالفتحة المقدرة.
    مثال ذلك :  لن يسعى المسلم في شر.
    الإعراب هو : يسعى : فعل مضارع منصوب ب ( لن) وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها التعذُّرِ .
  • أما عندما يكون الفعل المضارع معتل الآخر بالواو أو بالياء، فإن إعرابه يكون : فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
  • من الأمثلة على ذلك : لن أقْضِيَ بينكما، لن أدعوَ خالدا للغداء.

فعل مضارع معتل الآخر من القرآن

لقد نزل القرآن الكريم بلسان العرب، لذلك بالتأكيد قد تضمنت آيات القرآن الكريم العديد من الكلمات سواء كانت أسماء أو أفعال أو حروف، وقد تميز كلام الله -عز وجل- بالبلاغة والإعجاز البياني والعلمي في آياته، في سياق دراسة الفعل المعتل نذكر أمثلة على فعل مضارع معتل الآخر من القرآن :

  • قال تعالى : ] قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ [ [ يوسف : 108].
  • الآية الرابعة عشر من سورة الكهف حيث قال تعالى : ] لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً [.
  • قال تعالى : ] وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ [ [ سورة البقرة : آية 282 ].
  • ما جاء في سورة يوسف قوله تعالى : ] إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ [ [يوسف : 88].
  • الفعل تأتنا في قوله تعالى : ] مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ [ [الأعراف : 132]

إعراب الفعل المضارع صحيح الآخر

إن الفعل المضارع هو أي فعل يدل على الزمن الحاضر والمستقبل، ويشترط به أن يبدأ بأحد حروف المضارعة وهي : حرف الألف للمتكلم المفرد مذكر كان أو مؤنث مثل : أكتبُ، حرف النون للمتكلم الجمع والمثنى مهما كان الجنس مثل : ندرس، وحرف التاء للغائب المؤنث المفرد مثل : تشرب، وحرف الياء للغائب المذكر المفرد مثل : يلعب، أما إن كان صحيح الآخر يكون إعرابه على النحو التالي :

  • يعرب الفعل المضارع صحيح الآخر بعلامات الإعراب الأصلية.
  •  إن إعراب الفعل المضارع صحيح الآخر في حالة الرفع هي : الضمة الظاهرة.
  • مثال على حالة الرفع : تتفتح الأزهار في الربيع :الفعل تتفتح فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
  • يكون الفعل المضارع صحيح الآخر منصوب بالفتحة الظاهرة عندما يسبقه أحد حروف النصب.
  • من الأمثلة على حالة النصب : لن يغيب الطالب عن الامتحان، الفعل يغيب : فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
  • أما حالة الجزم فهي تكون عندما يأتي أحد أحرف الجزم قبل الفعل المضارع صحيح الآخر ويصبح مجزوم بالسكون.
  • مثل العبارة التالية : لم يكتبْ التلميذ واجباته، يكتب: فعل مضارع مجزوم بعد لم وعلامة جزمه السكون.

وأخيراً، نكون قد شملنا كل ما له صلة حول موضوع الفعل المضارع المعتل الآخر والفرق بينه وبين الفعل الصحيح، وأنواع كل من الفعل المعتل والفعل الصحيح والحالات الإعرابية لكليهما، وكذلك العلامات الإعرابية الصحيحة.