التعرف على الفرق بين سيكولوجية الرجل والمرأة بوعي، يسهم في فهم كثيرٍ من الجوانب الحياتية، وله دور فعال في كيفية التعامل على الوجه الأمثل مع شريك حياتك، تربية أبنائك، دعونا نتعرف على تكوين دماغ كلٍّ من الذكر والأنثى وأثر ذلك على تفكير كلٍّ منهما.

ما الفرق بين سيكولوجية الرجل والمرأة ؟

يختلف التكوين بين كلٍّ من الذكر والأنثى، سواء في التكوين الخَلْقي، أو النفسي، ما يترتب عليه اختلاف طبيعة وشخصية كل منهما، وهو ما نستفيض بشأنه خلال السطور القادمة.

التكوين الدماغي

يختلف تكوين دماغ الذكر عن الأنثى، في نقطتين أساسيتين، يتمثلان فيما يلي:

  • اختلاف توزيع المادة الرمادية Grey Matter والبيضاء White Matter في الدماغ.
  • الفصل بين جانبي الدماغ Corpus Callosum.

اختلاف توزيع المواد البيضاء والرمادية

نفصل الحديث في كل مادة على حدة، ومن ثم نتعرف على مدى تأثير ذلك على تربية النشء، والتعامل الواعي وفقًا لطبيعة الشخص.

أولًا: المادة البيضاء في الدماغ

إذ إن دماغ الأنثى يتضمن عشرة أضعاف المادة البيضاء، إذا ما قورنت مع نظيرها في دماغ الذكر، لكن ما فائدة هذه المادة؟

تسهم المادة البيضاء في اندماج واتصال أجزاء الدماغ وخلاياه مع بعضها البعض، فكلما زادت كلما ازداد الترابط والوثيق بين خلايا الدماغ.

ما يسهم في منح الجسم القدرة المثالية على التفكير المترابط، وبالتالي، القيام بمهام مترابطة، ومتصلة الأهداف فيما بينها.

ولعل هذا هو التفسير العلمي لقدرة الإناث على القيام بالوظائف المتعددة، في ذات الآن، واتصال أفكارها، الذي تظنه في كثير من الأحيان متشعبًا، وتتعجب لقدرتهن على ربط الأحداث ببعضها البعض، بهذا الاتساق الغريب.

أما الذكور، فتراهم لا يحظون بمثل هذه القدرة، بل على العكس؛ نظرًا لانخفاض ما يحويه الدماغ من المادة البيضاء.

إقرأ أيضًا: أنواع الذاكرة لدى العنصر البشري ومدى قابليتها للتطوير

ثانيًا: المادة رمادية اللون

نأتي إلى المادة الرمادية، والتي يحظى الذكور بنصيبٍ وافر منها، على عكس الإناث، وتجدر الإشارة إلى وجودها على هيئة بقع متفرقة.

فائدة هذا المادة الرمادية تكمن في إنجاز المهام بالتتالي، فتجد الذكر لا يتمكن من إنجاز مهمتين في آنٍ واحد، بل ينجز واحدة، وعقب الانتهاء منها يهم لإنجاز الأخرى.

ما ينعكس عليه في التركيز إزاء موقفٍ بعينه، دون التخطي إلى آخر، على العكس تمامًا من طبيعة الإناث.

فنحن أمام أنثى يمكنها التركيز في أكثر من شيءٍ، دونما عائق، وذكر لا يتمكن إلا من التفكير إزاء شيءٍ بعينه، ويغض الطرف عما سواه، حتى يفرغ منه تمامًا.

إذا قمت بسؤال زوجك على سبيل المثال: من سيأخذ الأطفال إلى النادي غدًا؟ بينما هو أصلًا منهمكًا في تغيير المصباح، لا شك أنك تلاحظين استغراقه بالنظر إليك.

ذلك لأنه يغرق في تفكيره هل يجيبك أولًا، أم يكمل ما هو بصدده أولًا، على عكس المرأة، التي تحادثك بكل تركيز، وهي تغسل الصحون، وتطهو الطعام، بل وتنادي على صغيرها لشيءٍ ما، وهكذا..

كذلك، فالمرأة لديها قدرة فعالة على مواصلة مختلف الأعمال، كأن تعود من عملها، وعلى الفور، تبدأ في طهي الطعام.

أما الرجل، فيعوزه بعض الوقت للاستجمام عقب أن يفرغ من مهمة، كي يشرع فيما عداها.

لكن، السؤال يطرح ذاته: فيم ينعكس الفرق بين سيكولوجية الرجل والمرأة على تربية الذكر والأنثى؟ والتعامل مع كلٍّ منهما.

يسهم هذا في الفهم الواعي إذا ما وجدت الأنثى تتمكن من متابعة مهامها، واجباتها، دون كَلٍّ، وربطها للأحداث، وتقدير دورها على هذا النحو.

وفهم طبيعة الذكر، ابنٍ كان، أم زوج، أو ما شابه، مثلًا عندما تجدين ابنك لا يمكنه المكوث بشكلٍ متواصل لإنجاز كافة واجبات المواد.

فالأفضل أن تمنحيه فاصلًا بين كل مادة، أو كل مهمة يقوم بإنجازها؛ حتى تضمنين طاعتك، وقيامه بمهامه على الوجه الأكمل.

الفصل بين جانبي الدماغ

ثمة جزء أساسي في تكوين الدماغ، يفصل جانبيه عن بعضها البعض، هذا الجزء يطلق عليه Corpus Callosum.

في دماغ الإناث، تجده أكثر سماكة من الذكور، وسماكته تلك تتضمن العديد من الموصلات العصبية، أكثر منه حينما يكون أدق.

مهمة هذا الجزء تكمن في توصيل الجزء الأيمن من الدماغ بالجزء الأيسر، ويزداد الاتصال بين الجانبين بزيادة سمكه.

فتجد أن الأنثى تربط ارتباطًا وثيقًا بين التفكير والمشاعر، بعكس الذكر الذي يفصل بين فكره وشعوره على الأغلب.

ما يعزز حساسية الأنثى إزاء المواقف المتعددة، ما يجعلها عرضةً أكثر للتفسيرات المغلوطة، وسوء التفاهم في بعض الأحيان.

إلا أن هذا يولي الأنثى فائدة جلية، مؤداها الفهم العميق للشخصيات المختلفة، بمرور الوقت، وزيادة الخبرة، كما يسهم في قدرتها على تحليل لغة الجسد والعيون، وزيادة معدل الذكاء لديها أكثر من الذكور.

الفرق بين سيكولوجية الرجل والمرأة

ما سبق، يسهم في مجموعة متباينة من الفروقات بين كلٍّ من الإناث والذكور، تتجلى فيما يلي:

  • الدراسة:

الفرق بين سيكولوجية الرجل والمرأة في الدراسة، يكمن في أن ذاكرة الإناث أقوى بشكلٍ ملحوظ من الذكور.

فتجد الإناث على الأغلب يتفوقن على الذكور، لا سيما في تلك المواد التي تعتمد على الحفظ، والتي تتضمن خطوات.

كذلك الإناث أقدر على موالاة اللغات، في حين يتفوق الذكور في الرياضيات؛ نظرًا لتركيز تفكيرهم.

  • العاطفة الشعورية:

المرأة عاطفية أكثر من الرجل؛ لما يحتوي عليه دماغها من جزء يطلق عليه Insula، يعمل على عكس المواقف على النفس.

فمرور الأنثى بموقفٍ مبهج، ينعكس عليها تلقائيًا، والعكس، على عكس الذكر، الذي قد يتعجب حينما يراك تبكين لمجرد مشهد حزين رأيته في التلفاز.

  • التواصل البصري:

تعتبر الأنثى تبادل النظر مع من تتحدث إليه أمرًا غاية في الأهمية؛ لنجاح التواصل بين الطرفين، بعكس الذكور، فهم ينزعجون من ذات الأمر، في كثيرٍ من الأحيان.

أما الرجال فيميلون إلى الحركة، ما يجعلهم يفضلون التحدث إلى زوجاتهم على سبيل المثال، وهن مشغولات في المطبخ، أو ما شابه.

وعليه، فالأفضل لمناقشة مثمرة مع الزوج، اختيار وقت التنزه، على سبيل المثال.

كذلك، عليكِ الاعتماد حين وقت التسميع إلى ولدك أن تتبادلي معه الحركة، أو تبادلا معًا إلقاء كرة صغيرة؛ لمزيدٍ من التجاوب.

إقرأ أيضًا: 17 سؤال للتعرف على شخصية الرجل من قرب

إلى هنا، نكون قد تعرفنا على الفرق بين سيكولوجية الرجل والمرأة بشيءٍ من التفصيل، عسى أن تعم الفائدة المرجوة، وتعود بالإيجاب على فهم طبيعة كل نوعٍ، والتعامل معها على هذا الأساس.

شـاهد أيضًا..

كيفية التغلب على عدم القدرة على النوم بسبب التفكير