الفرق بين الطمأنينة والخشوع في الصلاة، تكمن أهمية الصلاة ليس في كونها الركن الثاني من أركان الإسلام فحسب، ولكن في أنها الحد الذي يفصل بين الكفر والإيمان، علاوة على ذلك، فإن الصلاة صلة بين العبد وربه، إذ أن المسلم أقرب ما يكون إلى الله عندما يكون ساجداً بين يدي الله في الصلاة، وسيُسأل المسلم عن الصلاة أولاً يوم القيامة، وستكون أول ما يحاسب عليه العبد، لذلك ينبغي على المسلم أن يحافظ على الطمأنينة والخشوع في الصلاة.

ما معنى الطمأنينة في الصلاة وما حكمها

تعتبر الطمأنينة في الصلاة أحد أركان الصلاة وفق ما أشار العديد من الفقهاء، ويمكن تفصيل ذلك بذكر حكم ومعنى الطمأنينة في الصلاة على النحو التالي :

  • الطمأنينة في الصلاة هي التمهل في الركوع والتسبيح والسجود وأداء أركان الصلاة المختلفة.
  • ينبغي على المسلم إتقان الركوع، وقد يؤدي عدم الالتزام بذلك إلى بطلانها وفق ما يرى بعض الفقهاء.
  • ورد في الحديث النبوي الشريف ما يُشير إلى أهمية الطمأنينة في الصلاة، بل وعدم جواز الصلاة دون استحضار الطمأنينة، حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : “إذا قُمْتَ إلى الصَّلاةِ فأسبِغِ الوضوءَ، ثم استقبِلِ القِبلةَ فكبِّرْ، ثم اقرَأْ بما تيسَّرَ معك مِن القُرآنِ، ثم اركَعْ حتَّى تطمئِنَّ راكعًا.
  • ثم ارفَعْ حتَّى تستويَ قائمًا، ثم اسجُدْ حتَّى تطمئِنَّ ساجدًا، ثم ارفَعْ حتَّى تطمئِنَّ جالسًا، ثم اسجُدْ حتَّى تطمئِنَّ ساجدًا.
  • ثم ارفَعْ حتَّى تطمئِنَّ جالسًا، ثم افعَلْ ذلك في صلاتِك كلِّها“.
  • إن ثبات المسلم على تأدية الصلاة يتجلي في حالة الطمأنينة عند السجود والركوع، ويتلخص ذلك في سكون أعضاء الجسم.
  • أما حكم الطمأنينة في الصلاة هو واجب، ولا تصح الصلاة في غيابها.
  • حيث تعتبر الطمأنينة ركن من أركان الصلاة التي لا تتم ولا تجوز دونها.

ما هو حد الطمأنينة في الصلاة

إن الطمأنينة من أركان الصلاة التي لا تصح دونها، كما لها دور في وصل المسلم بالله تعالى، علاوة على ذلك يمكننا القول بأن الطمأنينة في الصلاة  قرينة الخشوع النابع من قلب المسلم، ومن الجدير بالذكر أن :

  • الطمأنينة في الصلاة تتجلى عند السكون والاستقرار الذي يصل إلى القلب.
  •  إن أقل الطمأنينة هو سكون الأعضاء وفق جمهور الفقهاء في المذهب المالكي والشافعي والحنبلي.
  • أما في المذهب المالكي فإن حد الطمأنينة في الصلاة يكون من خلال حركة الأعضاء زمناً يسيراً.
  • بينما وفق الشافعية :يكون أقلها من خلال مكوث المصلي  إلى أن تستقر أعضاؤه وتنفصل حركة هويه عن ارتفاعه.
  • لا تتم الطمأنينة للمسلم إلا إذا أتم الوضوء بصورة صحيحة.
  • بالإضافة إلى ذلك،لا يشعر المسلم بالطمأنينة عندما يتأخر عن الصلاة، بسبب شعوره بالتقصير، وهذا ينعكس على الاطمئنان أثناء تأدية العبادات.

ما حكم تكبيرة الاحرام في الصلاة

إن المقصود بتكبيرة الاحرام هو أن يقول المُصلّي لفظ “الله أكبر” عند الابتداء بالصّلاة وذلك تعظيماً لله -تعالى- وإن المعنى المقصود منها أنّ الله -عز وجل- أكبر من كلّ شيء، فهو الأكبر مما يراه الانسان كبيراً :

  • فتكون تكبيرة الإحرام بمثابة إثبات من  المسلم له -سبحانه وتعالى- بكلَّ صفات الكمال.
  • كما أن فيها نفي كلَّ نقصٍ عن رب العزة، بل وفيها إقرار بوحدانية الله واستحقاقه -سبحانه- هذه الصّفات.
  • أما حكم تكبيرة الإحرام في الصلاة فهو فرض وفق اتّفاق جمهور الفقهاء على ذلك.
  • فقد قال -تعالى-: (وَرَبَّكَ فَكَبِّر).
  • وكذلك ما ورد في حديث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-  الذي رواه عليٌّ -رضيّ الله عنه- إذ قال رسول الله : ( مفتاحُ الصَّلاةِ الطُّهورُ وتحريمُها التَّكبيرُ وتحليلُها التَّسليمُ).
  • لذلك يرى الأئمة جميعهم عدم صحة الصّلاة لا إلّا بها.
  • بينما اعتبر بعض الفقهاء أن تكبيرة الإحرام سنة، وذلك حسب رأى كل من الحسن، والأوزاعي، والزهري، وغيرهم.
  • لا تسقط الصّلاة ع المُصلّي إلّا بلفظها المخصوص “الله أكبر”؛ وليس بأيّ لفظ آخر حتى وإن كان يؤدي نفس المعنى.
  • من المستحب رفع اليدين في تكبيرة الإحرام حسب جمهور العلماء.

ما هو الفرق بين الطمأنينة والخشوع في الصلاة

يبحث البعض عن الفرق بين الطمأنينة والخشوع في الصلاة، ولتوضيح ذلك لابد من الإشارة إلى بعض النقاط التي سنبينها فيما يلي :

  • الطمأنينة في الصلاة ركن من أركانها، كما أن الطمأنينة هي أحد أركان الخشوع في الصلوات المفروضة.
  • يتمثل الفرق الأساسي بين الطمأنينة والخشوع في الصلاة في أن الطمأنينة هي تنفيذ للصلاة بشكل فعلي، فيه دلالة على الاطمئنان.
  • أما الخشوع يعتبر روح الصلاة، حيث ينبع من قلب صادق مخلص لله تعالى، لا يرغب إلا وجهه تبارك وتعالى.
  • وعندما يخشع المسلم في صلاته فهذا امتثال بين يدي الله، وتجنب الانشغال بمتاع الحياة الدنيا، فلا  يُخالج نفس المسلم أي شهوة من شهوات الدنيا أثناء الصلاة.
  • ولكن إذا شغل تفكيره أمور الدنيا خلال الصلاة فإن في ذلك بُعد عن الطمأنينة والخشوع.
  • ينبغي على المسلم التأهب والاستعداد للصلاة، ليس ذلك فحسب بل الاستعداد واستحضار حالة الصلاة للوقوف بين يدي الله -عز وجل.
  • لا يصح للمسلم الانشغال في أي أمر عدا الله عز وجل.
  • علاوة على ذلك، يجب أن يكون الخشوع والطمأنينة في الصلاة عند تأدية كل ركن من أركانها.
  • ينبغي على المسلم أن يستحضر معنى الإحسان قولاً وعملاً في الصلاة، وأن يحرص على أن يخشع ويطمئن بها وذلك كما جاء في الحديث النبوي الشريف حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : “الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك“.
  • لابد أن تكون الصلاة بخشوع مع استقرار النفس والطمأنينة التي تظهر  جلية في حركات المسلم أثناء السجود والركوع.

هل الخشوع ركن من أركان الصلاة

قال تعالى : ” قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ “ وذلك في مطلع سورة المؤمنون، فالخشوع يتطلب الاستقرار في الصلاة وثبات أعضاء الجسم، علاوة على ذلك فإن الخشوع ركن من أركان الصلاة بحيث يتحرك المسلم بسكون خلال الصلاة مع مراعاة الثبات أثناء السجود، ومن أسباب الخشوع في الصلاة :

  • استعداد المسلم والتأهب لتأدية الصلاة.
  • الحرص على الاطمئنان في كل سجدة وركعه وجلسة.
  • تجنب الإتيان إلى الصلاة على عجلة ولا بتسرع.
  • وقد ورد في السنة النبوية الشريفة إرجاع الرسول -صلى الله عليه وسلم- مسلم في صلاته، لأنه لم يكن مطمئن أثناء الصلاة.
  • تدبر آيت القرآن الكريم ومعانيها عند التلاوة لما في ذلك من خشوع للقلب.
  • يجب على المسلم تذكر الموت خلال السجود والركوع والوقوف، لأن ذلك يجعله يتأهب للصلاة ويأتيه الخشوع والسكينة.
  • المشي إلى الصلاة بوقار وسكينة كونه من اسباب الخشوع في الصلاة.
  • الحرص على الاجتهاد في الدعاء بشكل دائم وعدم الالتفات ورفع البصر إلى السماء أثناء الصلاة أو التشتُت.
  • التوبة النصوحة والإنابة إلى الله كونها أحد أسباب حضور الخشوع إلى القلب وارتقاء المسلم عن شهوات الحياة التي تجذب الجوارح، كما فيها سمو لنفس المسلم وعلوها.
  • كما أن في الخشوع قرب المسلم من الله تعالى وعلو مكانته.
  • إن عدم الخشوع في الصلاة أو بعضها لا يُنقص من أجرها، ولكن بالخشوع تعلو منزلة المصلي عند الله.

في النهاية ، يكون الفرق بين الطمأنينة والخشوع في الصلاة قد أصبح جلياً، بالإضافة إلى ذلك تعتبر الصلاة أحد الفرائض الواجبة على المسلمين في الشريعة الإسلامية، وذلك لقولالله عز وجلّ  “حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ” وذلك في الآية 238 من سورة البقرة.