يعد درس الفاعل في النحو العربي من أهم دروس اللغة العربية، والذي يترتب عليه فهم كثيرٍ من الدروس النحوية، دعونا نخصص هذا الموضوع للحديث عن ماهيته، كيفية إعرابه، حالاته الإعرابية، النماذج والأمثلة التوضيحية عليه؛ حتى يتسنى لنا فهمه فهمًا دقيقًا.

الفاعل في النحو العربي

هو عبارة عن إسم مرفوع، يأتي عقب الفعل؛ للدلالة على من قام بالفعل، أي فعله، أو حدث فيه الفعل.

وعليه يتضح ما يلي:

  • هو إسم، وليس فعلًا.
  • لا بد وأن يكون مرفوعًا، ولا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن يأتي منصوبًا، ولا مجرورًا.
  • موقعه في الجملة يتبع موقع الفعل، ولا يجوز العكس؛ لأنه بذلك يصبح مبتدأ، وليس فاعلًا.
  • يأتي الفاعل لغرض محدد في الجملة، فالشائع توضيح من الذي يقوم بفعل، أو حدثٍ ما، كما يأتي للدلالة على من إختص بحدوث الفعل، وبالمثال يتضح المقال.

أمثلة توضيحية:

  • كَسَرَ الولدُ الكوبَ.
كسرفعل ماضٍ مبني على الفتح.
الولدفاعل مرفوع بالفعل، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
الكوبمفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

ومن المثال السابق، نسأل سؤالًا: من الذي كسر الكوب، نعم، إنه الولد، وعليه أصبح الولد هو الفاعل؛ لأنه قام بالفعل، وهو كسر الكوب.

  • إنكسرَ الزجاجُ.
انكسرفعل ماضٍ مبني على الفتح.
الزجاجفاعل مرفوع بالفعل، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

من المؤكد أنه قد طرأ على ذهنك سؤالٌ مؤداه: ما الذي انكسر؟ ولا شك أن الإجابة: الزجاج من انكسر، ولكن هل الزجاج كسر ذاته؟! بالطبع لا، وبالتالي، لا يصح أن نقول أن الفاعل هنا قام بالفعل، لأنه لم ينكسر من تلقاء نفسه.

وإنما يجدر بنا القول بأن الزجاج حدث فيه الكسر، وهو معنى أن الفاعل حدث فيه الفعل!

إقرأ أيضًا: الجناس في اللغة العربية أنواعه وتطبيقاته

علامات الإعراب

إتفقنا أن الفاعل لا بد وأن يأتي مرفوعًا في الجملة، فما العلامات الإعرابية التي يمكن أن يأتي مقرونًا بها؟ دعونا نرى ذلك بالتفصيل في إطار درس الفاعل في النحو العربي الأصيل.

يرفع الفاعل وعلامة إعرابه:

  • الضمة الظاهرة: وهذا في حال كان الفاعل مفردًا، أو جمع مؤنث سالم، أو جمع تكسير، صحيح الآخر.

مثال: يتحدث المعلم، وينصت التلاميذ.

  • الضمة المقدرة: وهذا في حال كان الفاعل مفردًا، أو جمع تكسير، معتل الآخر.

مثال: حكم القاضي ببراءة الجواري.

  • الألف: إذا أتى مثنى.

مثال:أتى الطالبان، ورحلت الطالبتان.

  • الواو: وهذا في حال أتى الفاعل جمع مذكر سالم.

مثال: أتى المصلون.

حالاته

للفاعل حالات يأتي على إثرها، نناقشها سويًّا خلال الفقرة التالية:

  • يأتي على هيئة إسم ظاهر، كائن في الجملة.

مثال: يركل الولد الكرة.

  • يأتي على هيئة ضمير مستتر، غائب عن الجملة، ولكن يفهم من السياق.

مثال: الولد يركل الكرة.

فالفاعل هنا ضمير مستتر تقديره ” هو ” يعود على الولد، أما الولد هنا، فيعرب مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

  • يكون ضميرًا متصلًا.

مثال: لَعِبْتُ بالكرة.

فالتاء هنا، تاء الفاعل المتحركة للمتكلم، وإعرابها: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.

  • إسم موصول.

مثال: جاء الذي يلعب الكرة.

فالذي هنا تعرب: إسم موصول مبني، في محل رفع فاعل.

  • إسم إشارة.

مثال: ذاكرت هذه كي تنجح.

هذه تعرب: إسم إشارة مبني، في محل رفع فاعل.

إقرأ أيضًا: تعرف على حروف الجر في اللغة العربية ومعانيها

تناولنا معًا خلال هذا الموضوع درس الفاعل في النحو العربي وهو من أهم دروس اللغة العربية، عسى أن عرضنا المتواضع للدرس قد كوفئ بفهم حضراتكم، وفي حال فهم القاعدة، برأيك، أين الفاعل في الجملة الآتية؟ وما إعرابه؟ ذاكر الطالب دروسه.

شـاهد أيضًا..

اللغة العربية – ماهيتها، نشأتها، أهميتها، خصائصها