التنوع البيولوجي

يشير مفهوم التنوع البيولوجي إلى كافة مكونّات النظام البيئي المحيط بالإنسان؛ وتتمثل هذه المكونات بالغذاء ومصادر المياه ومصادر الطاقة والثروة المعدنية الموجودة في الطبيعة ولا يمكن الإستغناء عنها من قِبل الإنسان أبدًا في حياته اليومية؛ ويعزى ذلك لإعتبارها ذات أثر عميق في صحة وإستمرارية حياة الإنسان وتوفير الحياة الكريمة له، وما يدّل على ذلك أنه في حال تعرض أي مكوّن من مكونات النظام البيئي للإختلال؛ فإن ذلك يعود بالضرر مباشرةً على حياة الإنسان سواء كان ذلك صحيًا أو إجتماعيًا أو سياسيًا وحتى إقتصاديًا أيضًا، ويمكن الإشارة إليه أيضًا بإسم التنوع الأحيائي أو الحيوي.

كما يمكن تعريفه أيضًا بأنه كافة المقاييس التي تكشف عن مستويات وأعداد التنظيمات الموجودة في البيئة الطبيعية، وتعتمد ذلك على التنوع الوراثي وتنوع الأنواع وإختلاف الأنظمة البيئية وأنواعها، وبذلك فهو عدد الكائنات الحية وغير الحية الموجودة في نطاقٍ بيئي محدد، ولضمان عدم إختلال التنوع البيولوجي؛ فلا بد من تحقيق التوازن بين أعداد الأفراد ونسبة إستهلاك بقية مكونات النظام.

أهمية التنوع البيولوجي

بعد التطرّق إلى مفهوم التنوع البيولوجي ودوره في حياة الإنسان والحفاظ عليها، فإن أهمية التنوع البيولوجي تتمثل فيما يلي:

  • المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي للإنسان حول العالم.
  • الحفاظ على الكائنات الحية النادرة من الإنقراض.
  • منع إنجراف التربة والحفاظِ عليها وإنتاجها أولًا بأول، وذلك بالإعتماد على عمليات التفتيت الميكانيكي والكيميائي للصخور.
  • توظيف الكائنات الحية الدقيقة في الحفاظ على خصوبة وتهوية التربة.
  • التشجيع على نشر البذور الملقحة بواسطة الحيوانات بمختلف أشكالها، ومنها النمل والنحل وبعض الثديات وغيرها.
  • مساهمة التنوع البيولوجي في تعقيم المياه وتطهيرها عند إمتصاص التربة لها.
  • القيام بدور فعال في المكافحة البيولوجية، وهي عملية إزالة وطرد الأعشاب والحشرات الضارة وإبادتها تمامًا.
  • تأسيس المكونات الكيميائية التي تدخل في تركيبة التربة، وذلك من خلال تحليل ما تبقى من المواد العضوية والكائنات الحية النافقة، كما تساهم الكائنات الحية الدقيقة في تزويد التربة بالكثير من العناصر الضرورية لتركيبتها.
  • الحفاظ على البيئة من التلوث من خلال تحليل المواد المسببة للتلوث، وبالتالي الحفاظ على طبقة الأوزون.
  • تحقيق الرخاء الإقتصادي للإنسان.

أنواع التنوع البيولوجي

  1. التنوع الوراثيتكمن أهمية هذا النوع بوجود تنوّع ملحوظ في الموروثات ضمن نطاقِ الأنواع المتشابهة فيما بينها، ومن الممكن أن يحدث التنوع وراثيًا بين أبناء المجموعة الواحدة، وتُطبّق مجموعة من القياسات الخاصة بذلك على كافة الأنواع المدجنة والمستأنسة التي يصار إلى الإحتفاظ بها في الحدائق، كما يمكن أن يتم تطبيق ذلك على تلك الأنواع التي تعيش حياتها البرية في موطنها الأصلي، ولذلك فإنه يترك أهمية كبيرة في البيئة على مختلف الميادين الصحية والإقتصادية والإجتماعية وغيرها.
  2. تنوع الأنواع: ويمكن الإيجاز بالقول بأنه تفاوت بين الأنواع التي تستوطن في وسط بيئي ما، ويتم رصد درجة العلاقة التي تربط بين كل نوع موجود في هذا الوسط مع نوع آخر مختلف عنه تمامًا.
  3. التنوع الثقافي البشري: تلعب الثقافات البشرية بإختلافها دورًا في غاية الأهمية في الحفاظِ على بقاء مختلف الأنواع الحيوية، وقد تطرقت هذه الثقافات إلى قضايا متعددة ذات علاقة بالتنوع البيولوجي سواء كان ذلك مباشرًا أو غير مباشر، فمثلا عندما أُنشأت المدن تغير التنوع البيولوجي لكثير من الأنواع في هذه المناطق.
  4. تنوع الأنظمة البيئية: يظهر أثر هذا النوع بوجود تداخل عميق بين نوعين من الأنظمة البيئية فيما بينها، كالبيئة البرية والبحرية؛ ومثال ذلك البرمائيات التي تستوطن البر والبحر في آنٍ واحد.

مناطق التنوع البيولوجي

  • الأقاليم المدارية، تحتوي على أنواع حيوية تتراوح نسبتها بين 50 – 90 % من الأنواع في العالم، كما تحتوي على 70 % من أنواع النباتات الوعائية العالمية، وتحتويي على 30 % من الفقاريات البرية، وتحتوي على 96 % من المفصليات العالمية.
  • الغابات المطيرة المعتدلة، تعتبر من أكثر المناطق تنوعًا، وذلك لوجود أعداد ضخمة من الأنواع الحيوية فيها، كما أنها تتميز بالمحافظة على المخزون المائي العالمي، وتجمعات المياه الجوفية.
  • الشعاب المرجانية، توصف بمثابة الإقليم المداري البحري، وذلك لإعتبارها موطنًا لأحياء حيوية بأعداد ضخمة، أكثر من أي منطقة في العالم، وبها أنواع كثيرة من الشعب، وأكبرها، والتي تنتشر في المحيط الهندي، والجزء المداري الغربي من المحيط الهادي.
  • بحيرات المياه العذبة، وهي تحتوي على كميات ضخمة منأنواع النباتات، والأسماك، والضفادع، والثعابين المائية، ومن أكبر الأمثلة عليها البحيرات الموجودة في وادي الصدع الأفريقي.
  • المناطق زراعية المحاصيل الحقلية، تستوطن أعدادًا كبير من الأنواع الحيوية، وخصوصًا النباتات الحقلية التقليدية على مر التاريخ، لذلك فهي منطقة حيوية بإمتياز.

إقرأ أيضاً..

دور الإنسان في المحافظة على التنوع البيولوجي