يحظى سلوك الحيوان باهتمامٍ كبير في نظرِ العلماء، حيث ظهر علم مختص يعرف باسم دراسة سلوك الحيوان المنبثق عن علم الحيوان، ويهتم هذا العلم منذ القرن التاسع عشر بوضع سلوكيات الحيوانات وممارساته تحت المجهر، وازدادت الأهمية مؤخرًا بالتزامنِ مع ازدياد انتشار السلوكيات أكثر، لذلك فإن العلماء يصبون جل اهتمامهم للوصول إلى الأسرار الكامنة خلف تلك الدوافع التي تحفز الحيوان على القيام بممارساتٍ خاصة به، ولم تأتِ الدراسات سريعًا؛ بل جاءت على هامشِ المراقبة عن كثب لسلوك الحيوان خلال انطلاقه في الطبيعة، وفي هذا المقال المتواضع سنتعرف سويًا على أهم سلوكيات الدفاع عند الحيوانات.

سلوكيات الدفاع عند الحيوانات

تنقسم سلوكيات الدفاع عند الحيوانات إلى نوعين رئيسييّن هما الافتراس والتكيف ضد الافتراس، وفيما يلي توضيح لهما:

-الافتراس

وهو سلوكٌ يؤدي في نهاية المطاف إلى حدوث افتراسِ عادةً؛ حيث تتصارع الحيوانات فيما بينها لغاياتِ الدفاع عن نفسها أو عن أبناء جنسها، كما يعتبر أيضًا واحدًا من سلوكيات الدفاع عند الحيوانات داخل أبناء جنسها أيضًا، ويعتبر السلوك الأكثر انتشارًا على مستوى مملكة الحيوانات ككّل، ومن الأمثلة عليها اعتماد سرطان البحر على أسلوب الضرب والإمساك بواسطة المخالب للدفاع عن النفس أو الافتراس، كما تتصارع أيضًا الضفادع والغزلان الحمر وغيرها الكثير.

-التكيف ضد الافتراس

ويممكن القول بأن هذا الأسلوب من أكثر السبل مُسالمة في التصدي للأخطار المحتملة، حيث يلجأ الحيوان (الفريسة) إلى اتباع أسلوب تفادي الحيوان المفترس وتجنبه تمامًا بشتى الطرق، حيث تعتبر هذه ردة فعل وسلوك من سلوكيات الدفاع عند الحيوانات المختلفة، ويعتبر من السلوكيات التي يتعلمها الحيوان خلال حياته.

إقرأ أيضاً: غرائب الحيوانات في التزاوج

أمثلة على سلوكيات الدفاع عند الحيوانات

-الزواحف والبرمائيات

  • الضفدع ذو القرون في تكساس: أحد أنواع الزواحف التي تتخذ من أسلوب التمويه طريقة للتخفي، ومن أهم ما تمارسه من سلوكيات للدفاع عن نفسها هو إطلاق مادة كريهة تدفع المعتدي إلى التراجع فورًا.
  • الضفدع المشعر: يعمل على كسر إحدى عظام أقدامه وتحويلها إلى مخلب كسلوكٍ من سلوكيات الدفاع عند الحيوانات.
  • الحرث الإسباني: يدفع العظام قسرًا خارج جلده لإلحاق الضرر بالمعتدي.
  • النمل الأبيض: يُقدِم النمل الأبيض “الإنتحاري” على تفجير ذاته عند الشعور بخطرٍ يقترب؛ فتتناثر بلوراتٍ سامة في المحيط دفاعًا عن المملكة، ومن الممكن أن يتسبب بالقتل للعدو وشل حركته.
  • الأسماك المخاطية: تهاجم العدو وتُغلق منافذ التنفس لديه حتى يختنق ويموت.
  • خيار البحر: إطلاق مادة سامة للغاية من أحشائه تتسبب بموت الحيوان المفترس ومقتله فورًا.
  • حيوان الأبسوم، يتبع أسلوب التظاهر بالموت كإحدى سلوكيات الدفاع عند الحيوانات والتصدي للأخطار، فيعتقد المعتدي بأنه ميت حقًا؛ إذ يمكنه البقاء متظاهرًا بالغيبوبة لعدةِ ساعات.
  • حشرة العصا: يتهيأ للعدو أنها عصا الوليست كائنًا حيًا بحكم شكلها، كما تلجأ إلى رش المواد السامة على العدو؛ فيتسبب بتهيج العينين والفم.
  • خنفساء البطاطا: تلجأ إلى التخفي تحت البراز النتن والسام للغاية لتتمكن من طرد شرور الحيوان المفترس لها بنجاح.
  • شيهم مبذول، حيوان يكسو جسمه الشوك الطويل، فيتمكن باستخدامها لإلحاق الضرر بالحيوان المعتدي عليه؛ فيغرس الشوك ليصل إلى الاعضاء الداخلية منها.
  • اللوريس البطيء، يمتلك هذا الحيوان غددًا تفرز مواد سامة في منطقة الإبطين، فيدخل العدو بحالة من الحساسية.

إقرأ أيضاً: تعرف أكثر على “النمل الأبيض الإنتحـاري”

-الطيور والحيوانات المفترسة

  • البومة: تلجأ البومة الصغيرة إلى الدفاع عن نفسها من خلال نفخ الريش وخفض الرأس مع توسيع الأجنحة وفردها للتظاهر كأنها جزء من أجزاء الشجرة والتخفي كأحد جذوعها.
  • ثور المسك: حيوان عدواني للغاية يستخدم أسلوب خوض المعارك والالتحام بشراسة ضد العدو للتصدي للعدوان الشائك على صغاره.
  • الأسد الأسيوي: يعتمد على أسلوب الإيماءات؛ فيكشر عن أنيابه ويركز أنظاره على العدو بشكلٍ مخيف، ويظهر الأسد بمظهرٍ مخيف ومهيب جدًا، وعند الانخفاض تدريجيًا فإن الأسد حتمًا يتأهب للقفز للافتراس، ويعتبر ذلك من أكثر سلوكيات الدفاع عند الحيوانات شراسةً وترهيبًا في نفوس الأعداء.
  • النسور: تتبع النسور أساليب اعتيادية في فض النزاعات فيما بينها ويكون غالبًا الأمر غير مؤذٍ لعدم امتلاكها براثن.
  • ثعبان صائد الجرذان: يطلق صفيرًا حادًا ويبدأ مرحلة العض على الفور، وينتهي الأمر بمقتل أحد الأطراف أو فرارهما.
  • فرس النهر: يتبع أسلوب الصراخ والزمجرة في حال الاقتراب من أفراد العائلة، كما يمكن أن يلقنه هجمة بواسطة رأسه الكبير.
  • الغوريلا: تستخدم أسلوب الضرب على الصدر مع الصراخ بصوتٍ عالٍ حدًا إعلانًا لبدء معركة حامية الوطيس.
  • حيوان النتن: يطلق روائح شرجية كريهة جدًا، وذلك لتكونها من مواد كيمائية ذات نسبٍ مرتفعة من الكبريت؛ فيتسبب بالعمى المؤقت للحيوانات وخاصةً الدببة.
  • طائر الشقراق الأوروبي: بالرغم من كونه طائر لطيف؛ إلا أن يلجأ إلى استفراغِ مادة برتقالية سائلة تصدر رائحة كريهة تطرد العدو فورًا.
  • النسر الرومي: تستفرغ كل ما تحتويه معدتها على مرأى العدو في حال شعورها بدنوِ خطر الافتراس منها.

-سلوكيات الدفاع عند الحيوانات البحرية

  • الحبار: يمتاز الحبار بقدرته على تمويه عدوّه والتخفي في البيئة التي يتواجد بها، وذلك من خلال اتخاذ لون مماثل لما يحيط به، فينسحب بكل سلاسة من موقع الخطر، كما يطلق مادة سامة بشكلٍ يتشابه به مع الأخطبوط.
  • الأخطبوط: إطلاق الحبر ونفثه في حال اقتراب الخطر، فيشكل غيمة تجعل المكان معتمًا على مرأى العدو؛ فيفر الأخطبوط هاربًا.
  • الأسماك الطائرة: يستخدم أسلوب الانزلاق والطيران لمسافاتٍ طويلة للإفلات من أيدي الحيوانات المفترسة، حيث يمكنها قطع مسافة 60 كيلو متر في الساعة.
  • حوت العنبر القزمي: تبدأ الحيتان بإفراز سوائل تقذفها من ناحية الشرج باتجاه العدو بالماء، فيتشكل سحابة ضخمة تحجب رؤية العدو تمامًا.

إقرأ أيضاً: 6 من أخطر الطيور في العالم

الحيوانات وتحذيرها من الكوارث الطبيعية

تعتبر الحيوانات بمثابةِ إنذارٍ طبيعي مبكر لاحتمالية وقوع الكوارث، ومن أبرز ما جاء في أساليب وسلوكيات الدفاع عند الحيوانات عن نفسها وما يحيط بها قبل وقوع الكارثة ما يلي:

  • إطلاق الإوز أصواتًا عالية جدًا بشكلٍ متواصل يشبه الصفير، وقد لوحظت هذه الحالة في إحدى نوافير المياه في ميدان بلدة فيبيرج الألمانية.
  • تصنيف الأسماك بأنها جهاز طبيعي لرصد الزلازل، حيث يلجأ لإنقاذ ذويه من خطر الزلزال المنتظر؛ إذ يستشعر الهزات الأرضية قبل الوقوع الفعلي لها بعدةِ أيام، وقد كانت بمثابةِ من سلوكيات الدفاع عند الحيوانات البحرية.
  • هجرة الطيور وهربها مذعورة قبل اندلاع الظواهر الطبيعية، كما تهرع الأبقار والأرانب أيضًا بطريقة مخيفة.
  • اختباء الثعابين وازدياد حدة وتيرة نباح الكلاب.
  • الكلاب من الحيوانات التي تتمتع بالحدس القوي للغاية لدرجة اعتبارها ذو حاسة سادسة، فتستكشف الألغام الأرضية والذخائر المدفونة.

شاركت الحيوانات بإنقاذِ حياة الكثير من الناس قبل وقوع الكوارث، ومن هذه المواقف:

  • إخلاء أهالي مدينة هايجنك إلى خارجها بعد العواء الشديد الذي أصدرته الكلاب قبل وقوع زلزال 1975م.
  • قيام الأفاعي بضرب نفسها بالجدران والأسوار في حال الشعور باقترابِ وقوع زلزال مدمر كأسلوبٍ للهرب.
  • بدء ركض وقفز الأرانب بشكلٍ عشوائي دون توقف ودون أي مبرر.
  • من سلوكيات الدفاع عند الحيوانات أيضًا فرار الثعابين والفئران والزواحف من جحورها.
  • الرفض القطعي للحيوانات والمواشي للامتثال للأوامر، فترفض العودة إلى زرائبها وحظائرها.
  • توجه الدجاج للطيران نحو أعالي الأشجار خوفًا من الزلازل والكوارث الطبيعية.
  • رفض البط تمامًا النزول إلى البرك المائية والمسطحات بشكل عام.
  • استمرارية الطيران عند الحمام والتحليق بالأجواء مع عدم العودة نهائيًا إلى الأبراج.
  • ملاحظة ملامح الخوف على دب الباندا، فيخفي رأسه بين يديه مع إصدار صوتِ أنين حاد.
  • امتناع النمور والحيوانات المفترسة عن الحركة ومتابعة الحياة اليومية.

شـاهد أيضاً..

أخطر حيوانات مائية مفترسة

“ميجالودون” أضخم أنواع أسماك القرش المنقرضة