رسالة للزوج الذي يهين زوجته

كل ما نطلبه منك الأن أن تعود بالذاكرة وتتذكر زوجتك قبل زواجكم.

زوجتك قبل زواجكم

سنذكرك فقط بزوجتك قبل أن ترتبط بها، هل تذكر تلك الفتاة الجميلة التي كنت تتشوق لرؤيتها، وتتمنى أن تتحدث لها، ويخفق قلبك عند سماع إسمها، وتطرب لسماع كلماتها، وتطير فرحاً عند لقائها.

حاول أن تعود بالذاكرة إلى يوم تقدمت لخطبتها، كيف كانت مشاعرك وكيف مرت أيام الخطوبة الجميلة سريعاً، وكم كنت تتشوق لقدوم يوم زواجكم.

هل تتذكر وعندما تم زواجكم كيف كانت في نظرك، وكم كنت تحبها وتحترمها، وتعمل على راحتها وإسعادها.

ثم كيف مرت الأيام سريعاً، وأنجبت لك أبناؤك وملأت عليك حياتك.

وكم من الهموم التي مرت عليك، وكانت هي من يخفف عنك، وكم تحملت من الصعاب في مسيرة حياتكم الطويلة.

ولو طلبنا منك حينها أن تصف زوجتك لقلت عنها أنها النسمة الرقيقة في فصل الصيف الحارق، وهي الحضن الدافئ في ليالي الشتاء القارص.

هل تذكرت!؟..

زوجتك اليوم

زوجتك اليوم هي نفسها تلك الفتاة التي أحببتها ولكنها وخلال فترة زواجكم الطويلة، قامت على رعايتك والعمل على راحتك.

ثم إنتقل أكثر إهتمامها بأولادكم، الذين أخذو من صحتها وجهدها ووقتها الكثير، فكم من اليالي سهرت على مرضهم، وكم من الوقت والجهد الذي قامت به لتطهو لكم وتغسل ثيابكم وتتابع كل صغيرة وكبيرة في أمور حياتكم وحياة الأولاد.

وكم تحملت معك كل متاعب الحياة وهمومها، وقد حافظت على أسرارك، وحافظت على عرضك وصانته وأخلصت لك ولم تخنك يوماً.

وعندما بدأت أيها الزوج بالتحول من الحب والإحترام والتقدير إلى عدم التقدير، وعدم الإحترام، والإهانة، والتعالي، فقد أعطت بلا كلل أو ملل، وقد تحملت وصبرت عليك كثيراً، وكل ذلك على حساب صحتها الجسدية والنفسية.

فما رأيك!؟..

همسة عتاب لك أيها الزوج

ونخصك هنا كرجل شرقي، حيث نعيش في مجتمعات ذكورية بكل ماتعني الكلمة، فالأسرة والعائلة والمجتمع والدين يعطونك شرف مسؤولية إدارة شؤون بيتك، وزوجتك صادقت على هذا بكل رضى وحب، إذاً أنت ومنذ اللحظة الأولى لديك كامل الصلاحيات في عالمك الخاص (بيت الزوجية) بلا منازع، إذاً أنت المسؤول الأول عن حتى ردات فعل زوجتك وكيفية تصرفاتها، ولو كنت ياعزيزي قد عرفت حقيقة المرأة، وتفهمتها، وإحترمتها وأحببتها وأحسنت معاملتها لملكت قلبها وعقلها وجسدها برضاها، ولكنك فعلت العكس وأسأت لها، وأهنتها فتحولت حياتكم إلى جحيم، ولا تلوم إلا نفسك، فالمرأة كالشمعة المضيئة إذا أحسنت معاملتها أضاءت لكَ حياتكَ، وإذا أسأت معاملتها إحترقت فتصبح حياتك كالرماد.

قف وفكر

بعد أن حاولنا تذكيرك ببعض البديهيات التي تعرفها جيداً أكثر من أي أحد، ولكننا وكما يقال (ذَكّر إن نفعت الذكرى)، نطلب منك وقفة حقيقية مع الذات وتسأل نفسك وبأمانة وبإخلاص الأسئلة الأتية:

-هل تقبل لإبنتك من زوجها يوم تتزوج في المستقبل، أن يهين إبنتك أو يسئ لها حتى ولو أخطأت؟

-هل تقبل لزوج أختك أن يسئ لأختك سواء بينه وبينها داخل بيتهم، أو أن يهينها أمامك؟

-هل زوجتك تستحق فعلاً منك كل هذه الإهانات حتى لو بدر منها بعض الأخطاء؟

-هل فكرت بأن طاقة زوجتك ستصبح سلبية عليك وعلى أولادك نتيجة لإنكسار نفسيتها من إهاناتك المتكررة؟

-هل فكرت في مستقبل أولادك، لو وصلت الأمور بينك وبين زوجتك للطلاق، لأنها لن تستطيع التحمل كثيراً؟

-هل لديك هموم أو ضغوط خارج البيت سواء في العمل أو من المجتمع، وتقوم بتفريغ ذلك في زوجتك تحت أي خطأ ولو بسيط قد يصدر عنها؟

-هل ضميرك مرتاح وتنام قرير العين، ودموع زوجتك تنهال على خديها؟

-هل تؤمن باللة وتخاف عقابه، وهل تتقي الله في زوجتك؟

هل أحسست الأن أنك مخطئ في حق زوجتك؟

إقرأ أيضاً: أكثر 10 أسباب لـ حدوث الطلاق في عمر متأخر

إقرأ أيضاً: طريقة التعامل مع الزوج العصبي سليط اللسان

أمور عليك أيها الزوج أن تتعلمها وتلتزم بها

من باب الحب لكَ ولسعادتك أولاً، ولسعادة زوجتك وأولادك، وبمعنى أخر لسعادة أسرتك ونجاحها، عليك أن تعمل على تغيير سلوكك، ويمكننا أن نلفت نظرك إلى بعض الأمور التي يجب أن تتعلمها، وتلتزم بها، إن كنت تنوي تغيير أسلوب حياتك مع زوجتك وهي:

تفهم مشاعر زوجتك:

عليك أن تدرك بوضوح أن زوجتك، لها من المشاعر والأحاسيس العميقة، ما لا تستطيع تصوره، فتركيبتها النفسية كأنثى تختلف تماماً عن تركيبتك كرجل، فهي عاطفية بطبيعتها وقد تطغى العاطفة لديها على المنطق والعقل، من هنا نهمس لك ونقول بأن زوجتك أكثر حساسية منك في كثير من الأمور، ويكون تأثرها بالكلمات، والتعبيرات كبير جداً، فعليك تفهم ذلك جيداً، فإما أن تستخرج منها أجمل وأقوى المشاعر الإيجابية، وإما أن تستخرج منها أقوى المشاعر السلبية، فكل ما تحتاجة زوجتك هو ان تتفهم طبيعتها، وعبر لها عن تفهمك لمشاعرها، فأكرمها بكلمات رقيقة تُوصل من خلالها مشاعرك نحوها من حب ومودة وإحترام وتقدير، فأنت بذلك تدغدغ عواطفها، التي ستنعكس عليك وعلى أسرتك إيجابياً.

أنصت لزوجتك وإستمع لها:

تشير كثير من أبحاث ودراسات علماء النفس والإجتماع إلى أن أكثر أسباب الطلاق تحدث بسبب عدم تفاهم الأزواج، وغالباً ما يحدث ذلك لعدم وجود لغة حوار مناسبة بينهم، فنوصيك عزيزنا بأن تهتم كثيراً بأن تستمع لزوجتك وتنصت لها، لأن كثير من المشاكل تأتي نتيجة لسوء الفهم، وبالإستماع لزوجتك في معظم الأمور يزول سوء الفهم ويجعلك تتعرف على طريقة تفكيرها، وتعرف كل ما تحب وكل ما تكره، وقد تكون أحاديثها ليس من النوع الذي يروق لك، فتقبل هذا لأنه يجعل زوجتك تشعر بأنك ملاذها، فتصبح علاقتكم شفافة وهادئة.

تعلم فن التعامل مع زوجتك:

كما أوضحنا بأن المرأة تختلف عن الرجل، فيجب أن تعرف بأنك تتعامل مع أنثى، لها إهتماماتها  المختلفة عن إهتمامات الرجل، وهذا هو المدخل لكي تعرف كيف تتعامل مع زوجتك، فهي تحتاج منك الحب والمودة والرحمة، وأهم من هذه المشاعر، هو التعبير عنها بوضوح بكل المناسبات الممكنة، وإجعل زوجتك تشعر بأنك حبيبها وعشيقها وأخيها، وفي نفس الوقت يجب عليك أن تحترمها وتقدر جهودها وأفكارها، ولا تتردد بشكرها في التعبير لها عن شكرك لكل ما تقوم به مهما كان بسيطاً، ومن أهم النصائح لك هو أن تكرم زوجتك أمام الآخرين سواء كانو أقربائها، أو أقربائك، أو أصدقائكم، وتعلم أن تقول لها يومياً الكلمات الأتية وبالعامية ( شكراً، يسلمو إيديكي، تسلميلي، ياعيوني، ياروحي، ياقلبي، ياحياتي).

ضبط النفس عند الغضب:

هذه حكمة مهمة يجب أن تتعلمها في حياتك بصفة عامة ومع كل الناس، وأولى شخص يجب عليك بضبط نفسك عند الغضب معه هي زوجتك، فمن الطبيعي أن يحدث بينك وبين زوجتك مشاكل من وقت لآخر، وقد تصل هذه المشاكل بك أحياناً لمرحلة الغضب، وهنا ننصحك بعدم تفريغ كامل طاقة الغضب السلبية في وجه زوجتك قدر المستطاع، لأنك أثناء الغضب وكما يقول علماء الأجتماع تفقد عقلك وقد تتفوه بألفاظ وتعبيرات لحظية بدون سيطرة منك على قولها ، مما يجعلك تندم عليها عندما تهدأ ويكون أثر هذه الكلمات على نفس زوجتك كالصاعقة وقد يطول تأثير  هذه الكلمات في نفس زوجتك لأوقات طويلة مما يؤثر على كامل علاقتكم في المستقبل، لذا ننصحك بعمل المحاولات الأتية وبالتسلسل عند بدء الإحساس بالغضب:

  1. أوقف الحوار فوراً إن إستطعت.
  2. إجلس إن كنت واقف.
  3. إخفض من صوتك قدر المستطاع.
  4. إذهب إلى غرفة أخرى، وحاول أن تشغل نفسك بأي شئ حتى ولو كان شئ تافه.
  5. إن لم تفلح كل الوسائل السابقة، فننصحك للخروج من البيت، وتمشي لوحدك ساعة مثلاً إلى أن تهدأ قليلاً، ثم العودة للبيت.

عدم إستخدام العنف:

يجب أن تعلم أساساً بأن من يستخدم العنف مع زوجته ويضربها جسدياً هو شخص غير كريم وغير محترم وقليل التربية ومنعدم للأخلاق، وإنسانيته محل شك كبير، فهو أقرب لأن يكون حيوان على شكل إنسان، كما يجب أن تعلم بأنه ليس من حقك أن تضرب زوجتك، تحت أي سبب من الأسباب، ويُعتبر هذا الموضوع غير قابل للنقاش، وخط أحمر في علاقتكم الزوجية ممنوع الوصول اليه.

تعلم من سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم:

من أشهر أقوال الرسول محمد بخصوص الزوجات:

  • “إن خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي”.
  • “إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم”.
  • “أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خيارهم لنسائهم”.

وهذه الكلمات من ذهب، فخير الكلام ما قل ودل.

أهم الهمسات الأخيرة لك أيها الزوج 

أحضر ورقة وقلم، وقم بعملية عصف ذهني تحاول من خلاله تذكر أي مميزات لزوجتك سواء مميزات كبيرة، أو مميزات صغيرة، وقم بتدوينها بتسلسل، وإجعل العنوان أعلى الصفحة هو (مميزات زوجتي)، وبعد أن تنتهي من ذلك، إطوي الورقة وضعها في مكتبك، ثم عد إليها ثاني يوم وإقرأها بهدوء وتروي، مع تمنياتنا لك بحياة زوجية جديدة سعيدة تشملها المودة والرحمة.

إقرأ أيضاً: متى يخاف الرجل من فقدان زوجته وخسارتها ؟!

كانت تلك رسالة للزوج الذي يهين زوجته، رسالة واضحة وشفافة، نتمنى أن تكون سبب في إصلاح العلاقات الزوجية التي أصابها الكثير من الخلل في حياتنا اليوم…

مقالات متعلقة بالحياة الزوجية،،

أهم تصرفات الزوج الذي يكره زوجته

كيف يفكر الرجل في المرأة التي يحبها ؟

كيفية التعامل مع الزوج الذي يتجرأ ويهين زوجته

أسباب إنشغال الزوج عن زوجته وكيفية التعامل معه