الشباب والمخدرات

يعتبر الشباب الفئة الأكثر تأثرًا بآفةِ المخدرات منذ القدم، ومن المؤلم أن هذه الآفة الفتاكة قد إخترقت المجتمعات وإجتاحتها منذ قديم الزمان وليست وليدة العصور الحديثة إطلاقًا، ولم يغب عن ذهن الإنسان المخاطر والأضرار المترتبة على المخدرات؛ وبناءً على ما تقدّم فإن البشرية قد بذلت قصارى جهدها للبحثِ عن سبل حماية الشباب من المخدرات؛ فأوكلت دور للدولة والأسرة وبيوت التعليم في حماية الشباب من المخدرات أيضًا، لذلك كان لا بد لنا من البحث عن هذه الأدوار عن كثب.

حماية الشباب من المخدرات

تعد مسؤولية حماية الشباب من المخدرات ليست مسؤولية الفرد ذاته فقط؛ بل تتعدى ذلك لتشمل كل قطاعات المجتمع، وذلك لإعتبار أن نتائج المخدرات تُلحق الدمار والضرر بالأسرة والمجتمع إلى جانب الفرد نفسه، وتاليًا دور كل من الدولة،  والإعلام، والأسرة، في ذلك:

  • دور الدولة في حماية الشباب من المخدرات

التوعية الدينية:

يأتي دور الدولة في حماية الشباب من المخدرات بتوكيل علماء الدين في إقامة حلقات ودروس ودورات توعية حول أضرار تعاطي المخدرات ومدى حرمتها وخطورتها على الفرد والمجتمع والأسرة، ويأتي دور رجال الدين في المرتبة الأولى، حيث أن الإضرار بالنفس والمجتمع مُحرّم في جميع الديانات، كما أن لرجال الدين دور وقائي في تقليل عدد المدمنين، حيث أن رفع مستوى الإيمان للأفراد يعكس عليهم طمأنينة، مما يقلل من التوتر والقلق الذي يجعل الشباب يتوجهون للمخدرات.

الشتريعات القانونية الوقائية:

تأتي هذه التشريعات الوقائية بأمرٍ من مؤسسات الدولة التي تقع على عاتقها مسؤولية فرض الحظر على العقاقير وتوجيه أصابع الإتهام بالإجرام لمن يتداولها من قِبل البرلمان أو ما يعرف بالمجلس التشريعي، وبعد إنتهاء دور المجلس التشريعي من سن القوانين والأنظمة المسيطرة على المخدرات وحركتها داخل البلاد؛ تنتقل مسؤولية تنفيذ الأوامر والتعليمات الصادرة من البرلمان على عاتقِ الجهات المختصة الأخرى كالقضاء ووزارة الداخلية.

المؤسسات التربوية:

يأتي دور المؤسسات التربوية لتكمل دور الدولة في حماية الشباب من المخدرات؛ فهي الجزء الأكثر أهمية على الإطلاق بين مؤسسات الدولة في محاربة المخدرات، فدور العبادة والأسرة والإعلام والجامعة والمدرسة منظومة متكاملة تلعب دورًا فعالًا في غرس أسمى القيم والأخلاق في نفوس الأبناء وصقل شخصياتهم، ففي المدارس والجامعات تتاح الفرص لدمج القيم الدينية والأخلاقية لتوعية الشباب حول مخاطر المخدرات، وكما أن لمتابعة الطلاب والأبناء بشكل عام مسؤولية تقع على كاهل كل فرد في المجتمع للحماية من المخدرات.

إقرأ: علامات وأعراض تعاطي المخدرات عند المراهقين

  • دور الإعلام في حماية الشباب من المخدرات

لا تقع مسؤولية محاربة المخدرات على عاتق الدولة فحسب؛ بل تعتبر مكونات البيئة الإجتماعية بأسرها مسؤولة عن ذلك بما فيها دور الإعلام أيضًا، ويتمثل دورها بما يلي:

  1. إطلاق حملات دعائية تلفت إنتباه الشباب حول مخاطر المخدرات.
  2. تنظيم حلقات تلفزيونية وعبر الأثير ومن خلال وسائل التواصل الإجتماعي حول خطر المخدرات والعواقب الوخيمة لها.
  3. زيادة الرقابة على ما يُعرض عبر الشاشات من مسلسلات وأفلام.
  4. نشر الكتيبات والنشرات بإستمرار للتذكير بالمخاطر المترتبة على تعاطي المخدرات.

إقرأ أيضاً: نتائج المخدرات السلبية على الأسرة والمجتمع

  • دور الأسرة في حماية الشباب من المخدرات

توصف الأسرة بأنها اللبنة الأولى في المجتمع؛ فهي المُصقل الرئيسي لشخصية الأبناء، والمعلم الأول للمبادئ والقيم، ونظرًا لدورها العظيم في تربية وتنشئة الأبناء فقد دخلت ضمن الجهات المسؤولة عن حماية الشباب من المخدرات، ويتمثل دورها بما يلي:

  1. توفير بيئة تربوية صالحة لتنشئة الأبناء تنشئة قيمية تستمدها من القيم الدينية.
  2. فتح سبل الحوار والنقاش بين الآباء والأبناء.
  3. فرض الرقابة على سلوكيات الأبناء وتقويمها عند الحاجة.
  4. تعزيز ثقة الأبناء بأنفسهم وتقوية شخصيتهم.
  5. توطيد جذور الوازع الديني في نفس الطفل ليصبح مسؤولًا عن نفسه.
  6. ضرورة التعرف على الأصدقاء وذويهم منذ الطفولة وفي الشباب.
  7. توفير جو آمن وهادئ للطفل خالي من المشاكل الأسرية.
  8. حماية الطفل من العنف الأسري وإبعاده عن مواطن الشر فيها.

شـاهد أيضاً..

كارثة المخدرات الرقمية الجديدة على الشباب