شرّف الله -عز وجل- أراضي الفلبين بدخول الدين الإسلامي إليها في عام 1384م على يد التجار العرب ودعاة الإسلام المتوافدين من حضرموتِ وشبه جزيرة مالايو، ومن أشهر الدعاة الذين بذلوا قصارى جهدهم لإدخال الدين الأحنف إلى تلك المناطق هو الشريف إسحاق المخزومي، وبالفعل فقد استقبل الإسلام أفواجًا من المسلمين الجدد ذوي الأصول الفلبينية، واتخذ بحمدلله مكانة مرموقة بين نفوس أهالي الجُزر وخاصةً مندانا وبيساياسي وغيرها الكثير، وفي هذا المقال سيتم التحدث عن مناطق المسلمين في الفلبين ومعلومات عنها، بالإضافة إلى التطرق إلى الأوضاع التي يعيشها المسلمون هناك.

اقرأ أيضًا: أعظم شخصيات التاريخ الإسلامي

الإسلام في الفلبين

قامت الكثير من الإمارات الاسلامية في أحضان جزر الفلبين بعد القرن السادس الهجري، وجاء ذلك بعد دخول الإسلام إلى المناطق الجنوبية الشرقية الآسيوية بواسطة التجارة البحرية؛ وانعكس نوره الساطع على جزر أندونيسيا والملايو أيضًا؛ ثم انطلق لتتسع رقعته تدريجيًا نحو الشمال الشرقي، وتعتبر جزيرة صولو بمثابة الجزيرة الأولى التي بدأ سكانها باعتناق الدين الإسلامي قبل أي بقعة أخرى من بقع الفلبين؛ فترتب على هامش ذلك تحمل أهالي المنطقة من المسلمين في الفلبين مسؤولية نشر الإسلام إلى مختلف المناطق.

مناطق المسلمين في الفلبين

لم تضيع الجهود المبذولة في إدخال الإسلام إلى الفلبين سُدىً؛ فاليوم يقيم فوق أراضيها نحو 12 مليون مسلم يتوزعون في 13 ولاية؛ إلا أن التمركز الأكبر لهم في الأجزاء الجنوبية من البلاد، ويشار إلى أن هناك الكثير من الممالك الإسلامية التي وقفت كحصنٍ منيع في وجه الغزوات والحروب التي شُنت عليها، ونظرًا للوجود الإسلامي العظيم في البلاد فقد تمكن المسلمون من الحصول على الحكم الذاتي في جنوب الفلبين؛ إذ تكفلت منظمة المؤتمر الإسلامي في الإشراف على ذلك بموجب اتفاقية أُبرمت سنة 1976م، ومن الجدير بالذكرِ فإن تسمية “المورو” تطلق على الجماعات المسلمة في البلاد، ويتوزعون في مناطق المسلمين في الفلبين كالتالي:

  • أرخبيل سولو، من مناطق ميندناو المسلمة، والمقر الرئيسي لسلطنة سولو التاريخية.
  • مندناوا، تصل نسبة المسلمين فيها نحو 20% من إجمالي المسلمين، والحكم ذاتي لهم هناك.
  • راناو.
  • سيبو.
  • ماكتان.
  • بوهول.
  • إيلو يلو.
  • مانيلا.
  • توندو.
  • فاناي.
  • فانجعاسينان.

دور عبادة المسلمين في الفلبين

  • الجمعيات الإسلامية، كجمعية مسلمي الفلبين التي تتخذ من العاصمة مقرًا لها، وجمعية كامل الإسلام.
  • المؤسسات والمراكز والهيئات الإسلامية، ويقدر عددها بنحو 124 هيئة، من بينها مركز الدراسات الإسلامية.
  • مركز الدعوة الإسلامية في مراوى، ويعود الفضل في قيامه إلى الدعاة العرب .
  • الكتب والمجلات الشهرية الدينية.
  • كتب تفسير القرآن الكريم باللغة العربية.
  • المساجد، شُيّد أول مسجد في المنطقة في غضونِ عام 854 هـ، وأصبح يقدر عددها حاليًا بنحو 2000 مسجد.

أوضاع المسلمين في الفلبين

تصدّرت أوضاع المسلمين في الفلبين الصفحات الرئيسية في المواقع الإخبارية والصحف اليومية وشاشات التلفاز، حتى أصبحت حديث الساعة دون جدال؛ ويشار إلى أن تدهور الأوضاع للمسلمين في الأجزاء الجنوبية من الفلبين على مدارِ 40 عامًا قد أزهق أرواح أكثر من 150 ألف قتيل وولّد 3 ملايين مشرد، بالإضافة إلى تدمير 200 مدرسة عن بكرةِ أبيها، وكان ذلك كله الثمن الباهظ للمطالبة بالحكم الذاتي لأنفسهم، وبعد الحصول على هذا الحق استمر الفقر وتفشت الفوضى والقتال والتهميش دون توقف، ومن أشهر المذابح التي نفذت بحقهم هي مذبحة جابيدة سنة 1968م.

اقرأ أيضًا..

حياة المسلمين في بريطانيا وأعدادهم

الحجاب تعريفه وحكمه في الإسلام