المراهقة

تعتبر مرحلة المراهقة من أكثر المراحل حساسية بين مراحل حياة الأفراد، حيث يبدأ في هذه المرحلة بالتعرض للتغيرات الهرمونية والجسدية التي تنعكس بشكلٍ ملحوظ على تقلبات مزاجية وآراء وإنفاعلات وأحاسيس متفاوتة؛ فيكون الإنسان مشتتًا وفاقدًا لثقته بذاته فيلجأ العصيان والتمرد على من حوله، ويرفض الخضوع للأوامر والتعليمات، فأصبحت بعد ذلك ظاهرة التمرد عند المراهقين شائعة الانتشار بشكل كبير في الآونة الأخيرة.

التمرد عند المراهقين

تعد ظاهرة التمرد عند المراهقين من الظواهر السلبية الخطيرة التي تعود بالضرر على الفرد وأسرته ومجتمعه، وتعتبر بيئة التنشئة التي يترعرع بها المراهق هي نقطة انطلاق هذه الظاهرة من انعدامها، فيصبح المراهق رافضًا لأوامر الوالدين وخارجًا عن عادات وتقاليد المجتمع الذي يقيم به، كما يتمرد أيضًا على الحياة المدرسية؛ فيخالف قوانينها من حيث الإلتزام بالحضور وحل الواجبات وإعدادها، كما يرفض أيضًا الانضباط داخل الدرس وغيرها الكثير من مظاهر التمرد عند المراهقين، ولكن لا تأتي مثل هذه الأمور من محض الصدفة، بل تكون مبنية على مجموعة من الأسباب والدوافع التي ساهمت في ظهور ذلك.

أسباب التمرد عند المراهقين

من أبرز الأسباب التي تسهم في تفشي ظاهرة التمرد عند المراهقين وتفاقمها:

-الديكتاتورية من قِبل الأباء ضد الأبناء:

فيكون المراهق في هذه الحالة مسلوب الإرادة، فيكثر الزجر والمنع من قِبل الأهل وتقييد حريات الأبناء؛ فلا بد من تنبيه الأباء إلى ضرورة تغيير أسلوب التعامل مع الأبناء بطريقة مختلفة في كل مرحلة عمرية يمر بها الإنسان؛ فالتعامل في الطفولة يختلف عنه في المراهقة والشباب، فالإبقاء على معاملة الإبن وكأنه طفل سيسهم حتمًا في تمرده وعصيانه للأوامر وعدم الطاعة؛ فتتفاقم المشاكل وتزداد وتيرتها، ويستلزم الأمر على الأباء أخذ القضية بعين الاعتبار؛ إذ يمكن أن يصل الأمر إلى انعدام الاحترام والتشرد وعدم العودة إلى البيت.

حدة القوانين المدرسية وتعقيدها:

قد تسّن الكثير من المدارس قوانين وأنظمة معقدة يصعب اتباعها من قِبل المراهقين، فيصبح الأمر معقدًا بالنسبة لهم بشكل كبير، فلا ينسجم المراهق مع الواقع المدرسي فيبدأ بالتحدث وإحداث المشاكل، وبالتالي التخلي عن الدراسة وتركها، لذلك يجب أن تعمل المدرسة على أداء دور تكميلي لدور الأسرة في تربية الأبناء والتعامل مع المراهقين، فبناء علاقة طيبة بين المعلم وتلاميذة يعتبر علاجًا مبدئيًا لمثل هذه المشاكل.

الطبيعة النفسية والتوجه السلوكي للمراهق ذاته:

قد تلاحظ وجود أكثر من مراهق في المنزل الواحد؛ إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة التمرد من قِبلهم جميعًا، بل يختلف الأمر من شخصٍ إلى آخر بالرغم من وجودهم في بيئة واحدة فيظهر بشكل ملاحظ التكوين النفسي والسلوكي للمراهق، فالمتمرد منهم يكون عصبي للغاية ومزاجي يرفض الأوامر، والآخر يكون متقبلًا ومتماشيًا مع كل ما حوله، ومن أبرز الأمور التي تكشف عن ذلك مستوى التعليم والثقافة لدى المراهق المتمرد، التجاوب مع الأوامر والتعليمات.

العادات والتقاليد والأوضاع بمختلف أنواعها:

تؤثر الظروف السائدة في مجتمعٍ ما في مدى تفاقم ظاهرة التمرد عند المراهقين من عدمه، فتُلاحظ بعض التأثيرات الإيجابية لذلك وأخرى سلبية أيضًا تتجلى على أبعاد شخصية المراهق، فعند معاناة المراهق من الفقر والإرهاب الفكري والسياسي، والتمييز العنصري والاضطهاد الطائفي، فإن هذا جميعه سيسهم في تحفيز المراهق على التمرد دون توقف.

إقرأ أيضاً: صفات الشخصية المتمردة ومشاكلها

طرق علاج التمرد عند المراهقين

من أبرز الطرق الممكن استخدامها في علاج التمرد عند المراهقين:

  • منح المراهقين الحرية المعقولة وفتح المجال لهم في التعبير عن أنفسهم.
  • تحسين الأوضاع الاقتصادية رفعها قدر الإمكان.
  • منح المراهق حقوقه الإنسانية التي تساعده على إثبات وجوده.
  • إقامة مشاريع التنمية الخدمية.
  • تنمية مواهب المراهقين وتحفيزهم على ممارستها.
  • استيعاب مشاكل المراهقة وحلها بأسلم الطرق.
  • التخلي عن وسائل القمع والإرهاب في معالجة التمرد عند المراهقين.
  • تسليط الضوء على التربية الحسنة للأبناء منذ نعومة أظفارهم لضمان عدم المعاناة من تمردهم مستقبلًا.
  • إتباع أسلوب الحوار مع المراهقين وحلها بعقلانية.
  • توفير بيئة تعليمية آمنة تخلو من العقاب والمشاكل.
مقالات ذات صلة،

كيفية تربية الأطفال والتعامل معهم بأساليب حديثة

أهم المشكلات الغذائية عند المراهقين

التمرد على الواقع، أنواعه وأسبابه