صدر تقريرٌ أممي في الثلاثين من شهر تموز سنة 2019م يكشف الستار عن الأطفال والصراعات المسلحة حول العالم، حيث كشف التقرير عن تسجيل العالم لأعلى نسب ومستويات من مقتل وجرح الأطفال في الصراعات والنزاعات سنة 2018م، حيث أشارت المعلومات إلى أنه في غضون عام 2018 قد رُصِدت نحو 24 ألف حادثة وحالة انتهاك تتعلق بالأطفال وإشراكهم بالنزاعات والقتال، حيث قُتِل 12 ألف طفل وأصيبوا أيضًا في غضون هذه الفترة نتيجة إطلاق النار أو وقوع تفجيرات بعبواتٍ ناسفة وألغام أرضية جراء الحروب المندلعة، كما أسهمت الأعمال القتالية المندلعة من قِبل الجهات الحكومية وغير الحكومية في ذلك.

الأطفال والصراعات المسلحة

أصبحت قضية الأطفال والصراعات المسلحة محط اهتمام العالم منذ أكثر من 20 عام انقضى على الأقل، إذ تكاتفت الجهود العالمية واتحدت معًا للتصدي للانتهاكات التي تُمارَس بحق الأطفال في النزاعات المسلحة، حيث أقر مجلس الأمن للأمم المتحدة عددًا من خطط العمل أفضت إلى تحرير الآلاف من الأطفال وإطلاق سراحهم، كما وضعت العديد من الإجراءات التي تسعى إلى القضاءِ على ظاهرةِ تجنيد الأطفال واستغلالهم من قِبل الجماعات المسلحة، إلا أن هناك العديد من التحديات الخطيرة التي ما زالت تقف في وجه حماية الأطفال المتضررين من النزاع المسلح، وقد كشفت المعلومات والتقارير عما يلي:

  • وجود نحو 250 مليون طفل متضرر في مناطق الصراع السوري، وفقًا لمنظمة حقوق الإنسان.
  • رصد عدد ضخم من الأطفال الذين تعرضوا للقتل والتنكيل والإصابة في أفغانستان خلال عام 2015م.
  • تسجيل عدد حالات انتهاكاتٍ بحق الأطفال في الصومال سنة 2014 بنسبةٍ قدرت بـ 50%.
  • تجنيد وتشويه وقتل الأطفال وإساءة معاملتهم في الصومال.
  • تعرض الأطفال في جنوب السودان لكافةِ الانتهاكات الجسمية.

يترتب على اجتماع الأطفال والنزاعات المسلحة في مكانٍ واحد تعرضهم للأذى والضرر الجسيم سواء كان ذلك على الصعيد البدني أو النفسي، فقد تسبب النزاع المسلح بنزوح الملايين من الأطفال من أماكن اندلاعه إلى أماكن أخرى بحثًا عن الأمان سواء كان ذلك مع ذويهم أو دونهم.

حماية الأطفال

يترتب على ظاهرة نزوح الأطفال من أماكن النزاع المسلح إلى أماكن أخرى ضرورةً ملحة باتخاذ الإجراءات اللازمة، ويأتي ذلك لغاياتِ التخفيف عنهم الألم النفسي والجسدي وما يمرون به من محن أليمة، لذا يستوجب الأمر لزومًا احترام حقوقهم ومنحهم إياها على أكمل وجه من خلال التشجيع على دعمهم وتقديم الخدمات اللازمة لذلك، فإن حق الطفل في الحصول على الحماية أمرٌ إلزامي منصوص عليه في بنودِ اتفاقية حماية حقوق الطفل، وبالرغمِ مما تقدم فإنه ما زال هناك البلايين من الأطفال يتعرضون للعنف بمختلف أشكاله، ويتصدر ذلك اقتران ذكر الأطفال والصراعات المسلحة معًا في دول الحروب.

التعامل مع الأطفال والصراعات المسلحة

تبذل اللجنة الدولية للصليب الأحمر قصارى جهودها التعامل مع الأطفال والصراعات المسلحة والتخفيف من حدة آثارها عليهم، ويتمثل ذلك بما يلي:

  • البحث الدؤوب عن عائلات الأطفال المنفصلين عن عائلاتهم بسبب الحرب.
  • تسهيل طرق الاتصال بين الطفل وعائلته في حال العثور عليهم.
  • تنظيم عمليات لم الشمل بين الأطفال وعائلاتهم المفقودين في حال التمكن أمنيًا من ذلك.
  • رفع مستوى وكفاءة القانون المنطبق على النزاع المسلح بشأن تجنيد الأطفال.
  • الاستمرارية دون توقف بتنظيم ندوات ودورات مفادها التعريف بالقانون الإنساني والمعايير الأساسية القانونية لحماية الطفل.
  • الحظر القطعي لتجنيد الأطفال، حيث يبقى الصليب الأحمر على اتصال دائم بالجماعات المسلحة والقوات الحكومية للتذكير بذلك.
  • التحقق من مراعاة الجهات المختصة للحقوق الإنسانية وتلبية احتياجات الأطفال المحرومين من حقوقهم وحرياتهم.
  • المطالبات بإطلاق سراح الأطفال من السجون بناءًا على وجود أسباب إنسانية وطبية وغيرها.
  • التأكيد على ضرورة منح الأطفال وكبار السن القدر الكافي من الغذاء والدواء والخدمات الصحية والتعليم وغيرها من الأساسيات.
  • تقديم مذكرة أو توصية ووضعها أمام السلطات المختصة في حال عدم وجود أي خلل أو انتهاك بظروف الاحتجاز.
  • تمتع الأطفال بحمايةٍ قانونية خاصة بموجب اتفاقية جنيف (4 اتفاقيات).

حقائق وأرقام حول الأطفال والصراعات المسلحة

  • تمكنت جمعية الصليب الأحمر الدولية من إجراء عملية لم الشمل بين 6237 طفل مع عائلاتهم خلال سنة 20032006م.
  • أعادت الجمعية في عام 2006م نحو 775 طفل إلى ذويهم.
  • إعادة نحو 1740 طفل مجند إلى أحضان والديهم بعد إطلاق سراحهم من تجنيد الأطفال لدى الجهات المتنازعة.

الأطفال والنزاعات المسلحة في الإسلام

من المتعارف عليه أن الدين الإسلامي أول من نادى وكفل حقوق الإنسان والطفل قبل المنظمات الأممية كافةً، فقد شرع الإسلام المبادئ والقيم والأنماط التي يجب أن ينتهجها المجتمع المسلم لتوفير الأمن والسلام والاستقرار، وقد حظي الطفل بالاهتمام الكبير من قبل الشريعة الإسلامية لضمان بناء أجيال قادرة على المضي قدمًا في خلافة الله بالأرض، وقد جاءت منظمة المؤتمر الإسلامي ووضعت مجموعة من الأهداف ضمن الميثاق والقرارات المقدمة والمعروضة في القمم والمؤتمرات الوزارية، ويعتبر منح الطفل الأمن والأمان وحمايته من الأخطار واجبًا لا بد منه وحقًا كفله له الإسلام، ويدرج ذلك تحت بند حق حماية الطفل من خلال اتخاذ الإجراءات والتدابير أدناه:

  • حماية الطفل من الاستغلال بكافةِ أشكاله سواء كان جنسيًا أو عاطفيًا أو جسديًا.
  • وقاية الطفل من التعرض للمؤثرات المخالفة للشريعة الإسلامية، وذلك لحمايته من الانجراف نحو الأفكار الثقافية والإعلامية المتطرفة.
  • توفير الوقاية والحماية للطفل بمنعه من الاشتراك بالنزاعات المسلحة والخوض فيها.
  • حماية الطفل من الخوض بالاستخدامات غير المشروعة لكل ما يلحق به الضرر من مُسكرات ومخدرات.
  • التصدي لكافة أشكال وأنواع التعذيب التي قد يتعرض لها الطفل.
  • حظر أي معاملة مهينة وغير لائقة بإنسانيته نهائيًا.

المراجع: 1 2 3

شـاهد أيضاً..

الإتجار بالبشر: أعظم جريمة في حق الإنسان

أسباب هجرة الشباب العربي إلى أوروبا وطلب اللجوء