إثراء العقل والمعرفة، يتطلب الإلمام الواعي بالجوانب الحياتية المختلفة، والمجالات المتعددة، وفي إطار موضوع اليوم، نورد أسئلة فلسفية عميقة للنقاش، تمكن من التعرف على أنماط حياتية تستحق التفكير، وربطها بالفلسفة الوجودية، ومن ثم تفتح المجال لتحفيز العقل، والتفكر في الإجابة، وسنوافيكم بمحاولات مثمرة للإجابة عن أنماط الأسئلة الواردة، ومن ثم نفتح إليكم المجال، للتفكر أكثر، والإجابة بشكل أعمق.

أسئلة فلسفية

كثيرًا ما نحتاج إلى الاستزادة من المعلومات الإثرائية، التي تسهم بفاعلية في إعمال العقل، والتفكير العميق، والبناء، ولعل ما نورده اليوم من أسئلة، سيقتصر على منحى فكري، يتسم بالسمو، والحكمة البالغة، دعونا نخمن معًا على الإجابات الشافية، فيما يخص أسئلة فلسفية عن الحياة خلال السطور القادمة:

  • س: هل يدرك العنصر البشري مدى الدقة المتناهية المتبعة في حلق الكون؟

الحق أن العقل البشري، رغم ما وهبه الله – سبحانه وتعالى – من قدرة فائقة على التفكر، والاكتشاف، إلا أنه يظل  محدودًا على أية حال،

وبالتالي، فبإمكانه إدراك الأشياء الحسية، التي يراها بالعين المجردة، ورغم إيمانه بالغيبيات، والدلالات الكونية العظيمة، إلا أن تمام إدراكها، وفق دقتها المتناهية، التي اُعتمد عليها في صنعها، ضربٌ من المحال،

فمهما توصل  الإنسان، وتدرج في التفكير العقلي، في أعلى مستوياته، يظل بعضًا من كل، وهي حكمة الله – جل علاه – في صنعه.

  • س: ماهو الدور التطبيقي الذي تلعبه فلسفة الإنسان في الحياة؟

فلسفة الإنسان في الحياة تسير وفق مجموعة من المعايير، والمبادئ المتعددة، التي تسهم في تسخير الجهود، والخيارات الكونية المتاحة، في سبيل تحقيق منال الإنسان،

وتجدر الإشارة إلى أن المبادئ ركنٌ أصيل في استكشاف الكون، والتعرف على نظرياته، فهو يعتمد بشكلٍ أساسي على المادة، التي تثير ذهن العنصر البشري، من أجل التعرف عليها، بصورة واقعية ملموسة.

  • س: مِنْ منظور فلسفي بحت.. هل الجزم بالحياة حقيقة؟ أم أنه ضرب من الخيال؟

الحياة مزيج من الحقائق الراسخة، والخيالات والأوهام المضطربة، فكيف يمكن الجزم بحقيقة الحياة التي نعيشها؟

لا بد من أن نقف على أرضٍ ثابتة، من الدلائل القويمة، التي تدعم الرأي الذي يقع عليه الاختيار،

وفي محاولة للإجابة عن هذا السؤال، فإن الغالب أن ما نحياه في عالمنا حقيقة ثابتة، لا يمكن الشك في أمرها؛ لأنها بمثابة سلسة موصولة الحلقات، لا ينتابها فجوة، ولا يصيبها خلل، ولا ينقصها شيء، هي سر بالغ الحكمة، وحياة تسير، دون أن تقف لحظة، تشتمل على حقائق كونية محكمة الصنع، لا ريب في أمرها، ولا نقص في شأنها.

  • س: ما صحة وجود حياة عقب الموت؟

الحق أن هذه القضية، تبدو وكأنها مضطربة الجواب، وغير مستقر الملاذ، إلا أنه يبقى شيء واحد، يترتب عليه الإيمان بما وراء الحياة الدنيا، وهو ما يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالعقيدة، التي ينتمي الإنسان إلى أسسها،

ففي إطار العقيدة الإسلامية المطهرة، فإن خالق الكون، والحياة، والموت، وعد عباده بحياةٍ عقب موتهم، ومستقر مكين، ولا ريب في ذلك، فالحق – سبحانه وتعالى – كان وعده حقًا، في كل ما عهدناه في الدنيا.

أسئلة غريبة عن فلسفة الحياة

فيما يلي نتناول أسئلة فلسفية عن الحياة تتسم بالغرابة، ومحاولة للإجابة عنها…

  • س: لماذا طغت فكرة وجود الأشياء عن عدمها؟

سؤال يتخلله بعض الغرابة، فانظر إلى الحياة من حولك، ستجد فيها الكثير، والكثير من الأشياء الوجودية الحتمية،

السؤال يطرح نفسه: لماذا وُجِدَتْ جل هذه الأشياء؟ لماذا لم تكن الفكرة الطاغية في عدم وجودها مثلًا؟! ولكن كيف يطغى العدم على الوجود؟

بالطبع الوجود أمر محسوس، يترتب عليه حياة كونية كاملة المعالم، لو أن كل ما يحيط بنا، وما نسمع عنه، وما لا يخطر بأذهاننا، لم يوجد في الأساس، فلماذا نشأ؟!

فلكل أمر حكمة معلومة، وجدت الأشياء، لنستشعرها، ونبني عليها أطرًا متعددة.

  • س: هل نحن أحرار مخيرون؟ أم أننا مسيرون؟

سؤال كثيرًا ما يتردد على الأذهان، وغالبًا ما يبتعد الكثيرون عن التفكير في أمره،

وتجدر الإشارة إلى أن الحياة التي نعيش بصددها، هي نتاجٌ تكاملي من الأنماط المتفاوتة، ولكن إزاء ما نواجهه من تحديات حياتية مختلفة؟ فهل نحن مخيرون في ذلك؟ ولدينا القدرة الكاملة في اتخاذ القرار؟ أم أن كل شيء مكتوب؟ ومقدر؟ وما نحن إلا مجرد أداة تنفيذية للقضاء؟!

الحق أن الله – جل علاه – وازن بين الأمرين، على حد السواء، فهناك بعض الأشياء المصيرية، التي لا دخل لنا فيها، ولا في تغيير مجراها، مهما كان، والكثير الآخر، ترك لنا فيه القرار، وعلى أساسه تأتي فكرة الحساب، والعقاب.

  • س: لماذا يتطلع العنصر البشري إلى الكمال الإنساني؟ والارتقاء الحياتي؟

الحق أن بني البشر قد جبلوا على فكرة التفرد، ومن هنا ينقبون عما يحقق إليهم طموحاتهم، ورغباتهم الإنسانية، في كل شيء يحيط بهم، فانظر إلى الجبل، ما يمزه سوى القمة، التي تترفع عن كل شيءٍ يدنو مقرها، ومكانتها المتفردة في الجبل،

كذلك الإنسان، يبحث من حوله عما يجعله مميزًا، متفردًا من نوعه، لا يشاركه أحد في مجال ريادته، ولا يضاهيه غيره في درجة الارتقاء التي يصل إليها.

  • س: خلال فترة الحياة يصطحب الإنسان تفكيره أينما حل، وإزاء أي شيء يواجهه، ترى كيف يمكننا سماع الأفكار التي يغزلها العقل؟

العقل الإنساني يتسم بالحكمة، والكفاءة، والقدرة على نسج خيوط الأفكار، وابتكار لوحات صورية، ومحادثات صوتية، العقل لا يقف عند حدٍّ، فهو يعمل على توصيل الأفكار إلى الإنسان، في الشكل الذي يألفه، والإطار الذي يستسيغه،

وطوال فترة الاصطحاب هذه، تمكن الإنسان من فهم قرارات العقل، وأفكاره المختلفة، وتمكن العقل من نسج خيوطه، كيفما يتمكن الإنسان من استيعابها.

قد يروق إليك:
أهمية مواجهة تحديات الحياة الصعبة _ إصنع مجدك

أسئلة فلسفية أخرى عميقة للنقاش

نورد أسئلة فلسفية عن الحياة في إطار محاولة بناءة، للإجابة عنها، ومناقشتها بجدية، فيما يلي:

  • س: وضح قيمة كل من الفلسفة القديمة، والفلسفة الإسلامية الحديثة، وناقش تأثير كل منهما على الحياة؟

كما نعلم فإن الفلسفة القديمة، لم تستند إلى أية معايير تقومها، أو تحكم سيرها، بل على العكس تمامًا، فقد سارت وراء المنظورات العقلية المتطرفة، من دون الاستناد إلى براهين حقيقية، أو قيم سامية،

كانت بمثابة قطار فكري مضطرب، يسير وفق الأهواء الفكرية، وبالتالي، فما نتج عنها سوى كفر، وإلحاد، وتطرف، لا سيما لدى ضعفاء النفوس، والعقول، ممن لم يعتبروا بأي شيء،

ومن هنا كانت الحياة مجرد متاهة، لا يحسن الفيلسوف استغلالها في صفه، وإنما يكرس جهوده كافة، في سبيل البرهان على أفكاره المتطرفة.

على العكس تمامًا، فيما يخص “بالفلسفة الإسلامية الحديثة”، والتي أتت، فقومت، وعدلت، وجعلت الفلسفة تسير في أطرٍ قويمة، ووفق منهاج مرجعي إسلامي، فحكمت الشريعة الإسلامية قوانينها، وقلصت من مضارها، ومفاسدها، وعززت من أفكارها المحورية البناءة، التي تعود بالفضل على سائر العباد في الحياة، فجاءت الفلسفة تؤيد أفكار الشريعة الحنيفة، تحث على الأخذ بمنهاجها القويم، وتبعد عن مفاسدها محتملة الحدوث.

قد يروق إليك:
أجمل أسئلة عن القرآن الكريم وإجاباتها

  • هل يمنع إلمام الله – جل علاه – بأفعال الإنسان مسبقًا من إرادته في الحياة؟

نعلم أن علم الله – جل شأنه – أسمى من أي شيء، وكل شيء، فالله – سبحانه وتعالى – وقد خلق إلينا عقولًا حكيمة، وأفكارًا مدبرة، وكيانات مبتكرة، كيف يكون ما هو عليه – تبارك وتعالى – ؟

سبحان الله! خلق كل شيء، فأحسن، وتمعن، في  صنعه، رزقنا بجزءٍ ضئيلٍ جدًا من العقل، فترانا نصنع به المعجزات، بإذنه – سبحانه -، فكيف لا يحيط علمًا بما نصنع مستقبلًا؟ وهو أحاط علمًا بكل شيء، وأي شيء،

انظر إلى حالك، إن كنت بصدد ابتكار اختراعٍ ما، تراك ملمًا به، ومدركًا معدل كفاءته، ونظاميته، تستطيع التخمين على ردود الفعل، من قبل حدوثها، لماذا؟ لأنك المبتكر، ولأنك طالما تبنيت هذا الشيء المبتكر، تحاول جاهدًا في التعرف على سلوكه جيدًا، قبل تجربته أمام الآخرين حتى…

فما بالك برب العالمين؟ إن قدرة الله المتناهية في الإلمام بسلوك الإنسان مسبقًا، لا تمنعه على الإطلاق من الحرية، ولا تسلبه إرادته، وله كامل الإرادة فيما تركه الله له من سلوكيات، وتصرفات.

إلى هنا، تطرقنا خلال هذا الموضوع قدرًا وفيرًا من أسئلة فلسفية عميقة للنقاش مع المحاولة المثمرة، في الكشف عن الإجابات الشافية، ولا شك فقد يكون لدى القارئ إلهامًا موزنًا، يمكنه من الإجابة على الأسئلة السابقة، من منظور آخر، يتسم بالعمق والتفرد.

شـاهد أيضاً..

أسئلة جريئة عن الحياة والموت

إكتشافات لم يستطيع العلم تفسيرها الى الآن